جواد مكرم
إنزلقت قيادة حزب الاستقلال نحو منحدر الهجوم الثلاثي على الإحسان التضامني، الذي بدءه عبد اللطيف وهبي زعيم حزب التراكتور وتبعه تنظيم جماعة العدل والإحسان ثم قيادة حزب التقدم والإشتراكية.
ففي سابقة في تاريخ الحزب، تورطت اللجنة التنفيذية لحزب “الميزان”، في تأسيس موقف لها من العمل الإحساني والتضامني، على ما ينشر في مواقع التواصل والاجتماعي، كما ولو كانت مدون يبحث عن “البوز”، وليس قيادة حزب عريق يعد مدرسة في السياسية والتربية على المواطنة.
لقد جاء في بلاغ للحزب:” تنبه اللجنة التنفيذية إلى خطورة ما تتناقله وسائل التواصل والإعلام من وقائع يتم فيها تسخير العمل الخيري و الإحساني..”.
ويرى مراقبون، أن تهافت قيادة حزب الاستقلال على تسجيل نقط سياسوية من خلال الانزلاق إلى منحدر التحالف غير المقدس المحارب للعمل الخيري والإحسان التضامني، جعلها تتناسى، حملات توزيع منتخبين إستقلاليين لأعداد هائلة من المعونات والقفف على المعوزين والفقراء عبر مجموع التراب الوطني.
وأكد مراقبون، أن كان قيادة الاستقلال قبل التورط في تدبيج بلاغ رسمي، إستنادا على كلام الفايسبوك، العودة أولا إلى أرشيف المنصات الإعلامية للحزب التي توثق تغطيات مطولة لحملات توزيع إعانات على المعوزين من طرف منتخبين إستقلاليين، دون أن يتهمها تنظيم حزبي معين بخوض حملات إنتخابية سابقة لأوانها عبر قفة “المعاونة”، التي وزعها قبل أيام من شهر رمضان الكريم تنظيم جمعوي تابع للحزب.
ويعتقد مراقبون أن إنخراط حزب الاستقلال في جوقة المنتقدين للإحسان التضامني لا مبرر له، خاصة في هاته المرحلة الصعبة التي يجتازها المغاربة، والتي تقتضي من حزب كبير كحزب الاستقلال الترفع عن التورط في النفاق السياسي، الذي فضح تناقضات الحزب بين إتيان حملات “معاونة” الفقراء والمعوزين، ومهاجمة أنشطة مماثلة لمؤسسات خيرية وتضامية.
“مؤسسة جود للتنمية” تخرج عن صمتها وتعلن براءتها من مزاعم وهبي و إتهامها بالتبعية الحزبية
يذكر أن عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي سبق أن وجه بدوره توجيها إلى منخرطي حزبه بتقديم مختلف المساعدات للمعوزين قبل أن تختلط عليه”لعرارم”، كان قد زعم أن العمل الخيري والتضامني النبيل لمؤسسة “جود للتنمية”، يخدم أجندة حزب الأحرار، داعيا دون أن يهتم له أحد، إلى تدخل السلطة لوقف عملها دون اكتراث بما سيترتب عن ذلك حرمان لفئات واسعة من فقراء المغرب من خدماتها التضامنية خاصة في شهر رمضان الكريم.
وتورط في ذات الجريرة، المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، الذي يوجد على رأسه نبيل بنعبد الله، الوزير السابق الذي كانت نهايته الوزارية مأساوية، وهو الذي تميز مساره السياسي بالفشل والسقوط ليس في النهوض بجمعية تنمية عالم الأرياف، “أدمر”، الموازية لحزبه، ولكن في جميع الانتخابات التي شارك فيها.
