ع. الرزاق بوتمزار

تستأثر كثير من المواضيع باهتمام المغاربة في بداية رمضان، الذي استقبلنا اليوم الأربعاء أول أيامه في المغرب، خصوصا بعد قرار الحكومة فرض حظر التنقل الليلي فيه من الثامنة ليلا إلى السادسة صباحا. من هذه المواضيع ما عبارة كان قد قالها عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، في وقت سابق (21 مارس 2021) في ما يبدو أنه مناظرة عن بُعد احتفظوا منها على الخصوص بهذه الجملة “اللي غادي يْموت خلّيه يموت!” وكان السيد الوالي، ربما، يتحدّث ضمن مناظرة عن خطة “إنقاذ” المقاولات المهدّدة بالإفلاس. وقصد السيد الوالي بكلامه المقاولات التي كانت “غارقة” قبل ظهور أزمة كوفيد -19.

غيرَ بعيد عنا، في فرنسا، عبّر وزير الاقتصاد (برونو لومير) بأن الدولة على استعداد في إطار مساعدة الااقتصاد على الخروج من الأزمة بأقل الخسائر،  من خلال إلغاء جزء من الدّيون إن اقتضى الحال على الشركات من أجل مساعدتها على تجاوز حدة الأزمة الخانقة للأزمة ودراسة حالة بحالة وحمايتها من الإفلاس”. لكنّ هذا لم يمنع لومير من التحذير من أن “بداية 2021 ستكون صعبة على الاقتصاد الفرنسي (…) ما نحن مقبلون عليه أصعب، وعلينا أن نتحلى برباطة جأش كبيرة”. كما تحدّث عن “مزيد من حالات الإفلاس في 2021 مقارنة بـ2020.

وختم وزير الاقتصاد الفرنسي بعبارة جديرة بالتأمّل، فقد قال لومير “لدينا تحول في التوظيف سيؤدّي إلى تدمير الوظائف فترة من الوقت.. وسيكون من الصعب تخفيف حدّته، ومن ثم لدينا عدم يقين سياسي”.. عدمُ يقين سياسي!؟..

وحتى نبتعد عن السياسة الفرنسية ونعود إلى واقعنا المغربي، أحالتني عبارة السيد الوالي “خلّيه يموتْ” على مجال آخر مرشّح لـ”الموت” بسبب القرار الحكومي القاضي بحظر التنقل الليلي خلال رمضان. ولم تهتمّ الحكومة، في غالب الظن، بهذا الجانب أيضا وهي تتخذ قرار الإغلاق. هل فكّرتَ ألسي العثماني وأنت تؤشر على قرار الحظر في مصير المخزون الوطني من الدّم؟.. من يستطيع أن يخرق حظرَك ويغامر بمواجهة احتمال أن “يُضبَط” ويغرّم و… هو ربّما ما عْندو حْتّى عْشا ليلة (بسبب قرار الإغلاق في الغالب) وهو في طريقه إلى… المستشفى من أجل التبرّع بقطرة دم..

وقد تناول الموضوعَ بعض الرفاق، مشكورين، ومنهم الخبير والإعلامي يونس بنان، في تدوينة عنونها بـ”المخزون الوطني الدم والحجر الليلي” جاء فيها “من أخطر مخلفات الحجر الشامل ليالي رمضان أنّ المخزون الوطني من الدم سيصل إلى مستوى محرج جدا.. كيفاش؟ مراكز تحاقن الدم يمنع عليها أخد الدم من الصائمين، لتجنب الآثار الجانبية التي قد تخلفها هذه العملية، في الوقت نفسه يُمنع التنقل الليلي بعد الإفطار، وبالتالي فمراكز تحاقن الدم عبر مجموع التراب الوطني لن تستقبل ولو قطرة دم طيلة 30 يوما من رمضان، وبالتالي كيف سيدبر خبراء وزارة الصحة اللي اعتمد عليهم رئيس الحكومة في إصدار قراره هذه المعضلة، لا قدر الله، ووقعت شي واقعة غير اعتيادية أو كارث؟، كيفاش غادي يكون الوضع؟”..

تصوّرْ يا رئيس الحكومة أن “يُضبط” أحد المتطوعين وهو في طريقه للتبرّع ببعض قطرات من الدّم، فيُساق إلى المخفر ويقدّم للمحاكمة أو… في أحسن الأحوال يؤدي “ذعيرة”  بمبلغ ربّما لو استطاع إليه سبيلا (300 درهم) لربّما صيّر منها طوال أسبوع أو أكثر، خصوصا أنه… يعمل نادلَ مقهى لا “يُخلّصه” الپّاطرون (وطبعا، غير مصرّح به) ويعيش فقط بـ”الپوربوارْ”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *