مصطفى الفن*

كلنا يتذكر كيف كانت تيارات “الإسلام السياسي” تقيم الدنيا ولا تقعدها “احتجاجا” على أي تمويل أجنبي تمنحه المنظمات والهيئات الدولية لبعض الجمعيات اليسارية المغربية.

أتذكر شخصيا أن هذا “الاحتجاج” كان يصل أحيانا الى حد الاتهام بالعمالة والخيانة وخدمة الأجندات المشبوهة.. كل هذا أصبح ربما جزءا من الماضي.

وفعلا، فهناك اليوم جمعيات نسائية محسوبة على حركة إسلامية معروفة لم يعد عندها أي مشكل في تلقي منح وهبات مالية من منظمات وهيئات خارجية لتمويل “برامج” بأهداف وأجندة تحدّدها هذه المنظمات الخارجية نفسها.

جمعية منتدى الزهراء نموذجا صارخا..

وقع كل هذا دون أن نسمع أن هذه الجمعيات ذات المرجعية الإسلامية قامت بمراجعات فكرية أو قدّمت اعتذارا عما كانت تُوجّهه من انتقادات واتهامات ثقيلة لتلك الجمعيات اليسارية في قضية التمويل الأجنبي.

وأنا أكتب هذه التدوينة القصيرة علمت أن السلطات النقدية المغربية رفضت “الإفراج” عن مبلغ مالي مهمّ لزوجة برلماني “إسلامي” لأسباب غامضة.

بقي فقط أن أقول: عندما أتأمل في كل هذه الصراعات التي تؤثث المشهد السياسي، أزداد اقتناعا بأن سببها اقتصادي صرف والرّغبة الجامحة في الترقي الاجتماعي، ليس إلا.

***

*صحافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *