حمزة لخضر

 

انتهى حفل تخرجنا الذي اختير له أن يُسَمَّى بفوج عزيز أخنوش، وانبرتِ الأصوات “المُناضِلَةُ” و “المُناهضةُ” و “الرّافضَةُ” و “الصارخةُ”..”الإسلاموية” و “العلمانوية”،  ومن كل ثقب عقيم بشيء تُسميه حقها في الانتقاد والسب والشتم و السخرية تحت يافطة حرية التعبير وحرية الكلام المباح وغير المباح.

ظهر أصحاب التعبئة “المحكوكة” بدرهمٍ بئيس أو سارقي “ويفي” المقاهي الشعبية، أصحاب الحسابات الوهمية ليقولون لنا في تعليقاتهم أننا نحن هم خريجي أخنوش الذي يُعِدُّنا لحربه الانتخابية القادمة، بل و منهم من سافر بخياله المريض بعيدًا حد النزول حافي القدمين على كوكب “ناميك” ليقول أنه من دفع لنا ثمن التكوين داخل المعهد و ثمن تنقل أولياء أمورنا إلى كازابلانكا،والحقيقة أن الرجل بريء ولا سابق معرفة شخصية لنا به، إلا كما تعرفه فئات واسعة من هذا الشعب على أنه مسؤول حكومي بارز نراه على نشرات الأخبار مثلكم أو ربما أقل منكم قليلا.

الذي حدث عرَّى مرة أخرى عن الوجه القبيح لمن يقودهم الذباب الإلكتروني الذي يرعاه بعض الذين يحسبون أنهم واعون بسياسية البلاد والعباد.

الطلبة الذين تخرجوا و أردتم أن تشوهوا فرحتهم أبرياء حد النقاء من تُهمِكم الجاهزة و أوصافكم المريضة و نظرية المؤامرة التي تقتات منكم و من خيالكم “الواسع”..ونعلم علم اليقين أنكم أنتم صُناع التفاهة و من تشجعوها ثم تعودون لتمارسوا هوايتكم الرائعة و هي “التَّقية”.

تشاهدون نزار و ندى و تتعقبون المؤخرات الماسِحَةِ للأرض على اليوتيوب ثم بعد أن تغذوا غريزتكم تبدؤون بممارسة الوصاية الأخلاقية على غيركم دون أن تنتبهوا إلى “حدباتكم” التي تقوست من شدة النظر في الهاتف صباح مساء..

المعهد العالي للصحافة والاتصال معهد بلغ من عمر التكوين عشرين عاما. ساهم خلالها في تخريج أسماء كثيرة يسطع نجمها داخل الوطن وخارجه وتشاهدونها يوميا على القنوات التلفزيونية..

المعهد العالي للصحافة والاتصال أطر ندوات هامة على مدار عشرين عاما، استضاف خلالها عدة أسماء وازنة وطنيا و عربيا و دوليا، ولن تنفع هجمات “الدّْبَّانْ الحِمِكتروني” للنيل منه ومن سُمعته التي صنعها المؤسس والمفكر المغربي رائد التكوين الاعلامي بالمغرب الدكتور محمد طلال.

لا أسعى شخصيا من خلال هذه الكلمات مُصادرة حق أي شخص هنا في التعبير عن رأيه شريطة أن يتحلى رأيه بالأدب واللباقة المطلوبة في إطار احترام مشاعر و نفسية الآخرين..مثلما لا أسعى للتقرب من أي جهة كانت..ويكفي أننا مجموعة طلبة قد دخلنا سوق الشغل قبل مجيء أخنوش نفسه..واجتزنا مباراة عادلة كغيرنا وانتظرنا و سهرنا و لم نقبض يوما حتى ثمن فنجان قهوة بئيسة في مقهى فاخر بأحد أحياء كازا الراقية ذلك أن المبادئ لا تتجزأ ولا ثمن لمُقايضتها..وللذين قالوا أن هذا الفوج فوج “طبالة و غياطة” نسأله إن كان يعرف حجم ألم من والده يشتغل “طبالا أو غياطا” وهو يرى أن مهنة والده قد أصبحت مَسَبَّةً و “معيوراً” يملأه التنمر والحقد..

كلنا نملك مواقف من صحافة السخافة التي أضرت بالمهنة وأفقدتها شيئا من هيبتها..و نحن كجيل جديد نحاول مزاحمة صانعيها والتأثير بشكل إيجابي عن طريق الإخبار والتثقيف و الترفيه والتوعية والتحسيس والارتقاء بالذوق العام..وقبل كل شيء أن نساهم في الدفاع عن استقرار بلادنا و وحدة أراضيها من طنجة إلى الكويرة..

وللذين يتساءلون هل تجوز مقارنة استضافة المعهد لبنكيران مع أخنوش نقول له نعم تجوز إن نحن تقبلنا الاختلاف و وضعنا تعنُّتَنا وتعصُّبنا و غُلُوّنا جانبا لأن فلسفة المعهد تقوم على تقريب الشخصيات العمومية من طلبتها وكثيرة هي المرات التي أحرج فيها الحس الصحفي للطالب شخصيات عديدة في السياسة والرياضة والثقافة والفن..

فيا أيها الناس إتقوا الله فيما تكتبون أو تقولون واعلموا أن أصابع يدكم لا تشبه بعضها وأن أخنوش ضيف قد خلت من قبله أسماء كثيرة وأن اختلافنا مع الشخص لا يعني معاداته وأن المعهد يرحب بالجميع و يعلمنا كيف نجعل صدورنا أرْحَب وأوسع و أكثر تقبلا للجميع..

ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *