كتب ذ. محمد سليكي
 
يبدو أن جلسة البهدلة العمومية للحزب المعلوم يوم الجمعة المنصرم في مجلس النواب والتي تفرج عليها المغاربة، لم تكشف فقط حقيقة الحزب الأغلبي في إعلان النفير العام من أجل مواصلة العض على “بزولة” المال العام، بقدر ما فضحت تشابه الوجه والقفا، في مواقف عدد من قادة التنظيم، الخالدين في برلمان دار الفناء.
لعل المتتبع العادي لما يجري داخل حزب البيجيدي، سيتذكر الكلام الغليظ الذي جاء على لسان المقرىء أبو زيد، القيادي في حزب العدالة والتنمية، و أحد قدماء نواب البرلمان، رداً على توقيع سعد الدين العثماني، للإتفاق المغربي-الأمريكي-الاسرائيلي، وهرولة عزير رباح، نحو “تسبيق عرس زيارة إسرائيل بليلة”.
كما أن الكل يتذكر ، ما كاله هذا الشخص من تهم ثقيلة، لأخوه في التنظيم الحزبي والحركي الوزير عزيز رباح،  فقط لأنه عبر بوجه لا يرف لعينه جفن، ومباشرة على الهواء في القناة الثانية، باستعداده تلبية دعوة زيارة إسرائيل، من موقعه كوزير.
لقد دفعت حماسة أبوزيد، في الدفاع عن الأصل التجاري المسمى القضية الفلسطينية، ومزاعم مناهضة التطبيع، ومشتقاتها من العبارات العروبية والإخوانية، حد الضرب في مؤسسات الدولة، والطعن في إختياراتها الاستراتيجي، رغم أن ما قام به المغرب، أقل بكثير مما يعمل به عدد من تجار القضية من الفلسطينيون أنفسهم مع دولة  الاحتلال، أو تسعى إليه بعض الفصائل والقيادات الفلسطينية، من تعامل مع إسرائيل، على قاعدة رابح /ربح.   
السيد أبوزيد، الذي يطير إلى دول البترودولار ليحاضر حول فلسطين و منافع بول البعير، أكثر من ترافعه في مجلس النواب، عن مشاكل ساكنة دائرته الانتخابية، زاعما أن ما حصل بين المغرب وإسرائيل على عهد حكومة العثماني، سيدفعه نحو مغادرة البرلمان والحزب، لأن المغاربة لن يعيدوا التصويت على حزب العدالة والتنمية، ما عدا إذا أصابهم الزهايمر، أو هكذا كان القصد والمعنى.
من سمع بهذا الكلام، سيقول إن المقرىء أبوزيد، أخذ مسافة حتى لا نقول وقع إستقالة، من مسؤوليته بمؤسسة البرلمان كمؤسسة من مؤسسات دولة يربطها إتفاق مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، كما يصفها إخوانه، ومغادرة لحزبه العدالة والتنمية، الذي وقع أمينه العام، وثيقة التطبيع.
بيد أن الظاهر حقيقة، هو أن علاقة الكلام بالممارسة عند السيد المقرىء بين العالمين الواقعي والافتراضي، هي من تعاني ذاكرتها من الزهايمر، حيث سرعان ما يأتي الرجل بفعل واقعي، يناقض ما صرح به في العالم الافتراضي.. 
 فقد إحتفظ بعضويته في حزب العدالة التنمية الذي وقع أمينه العام كرئيس للحكومة وثيقة التطبيع، و لم يستقل من عضوية البرلمان رغم طعنه في المؤسسات، بل لابى نداء إخوانه في حزب “لامبة”، للمشاركة في “جمعة الغزو” لمجلس النواب، في خرق للتدابير الاحترازية، التي أقرها المجلس في ظل مخاطر الجائحة .
وحتى نكون منصفين للسيد المقرىء أبوزيد، الذي يقدم نفسه للناس أجمعين، كزاهد في متاع الدنيا، مثل أستاذه صاحب قولة “غرغري أو لا تغرغري” دون زهد في تقاعد السبع ملايين. فإذا كانت السلطات المخولة، ستعاقب بعض مكونات فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، بتهم خرق قانون الطوارئ والتباعد الاجتماعي، كما يطبق هذا القانون على مجموع أفراد الشعب، فإن الحق يقال بكون النائم المحترم، عفواً النائب المحترم، حضر غزوة البرلمان، لكنه ظل منعزلاً في “دروج” قاعة الجلسات..
لعل المسكين ربما كان خجلا من الظهور أمام الكاميرات جنباً الى جنباً مع “ملاهيط” إسقاط القاسم الانتخابي حتى لا تنقطع عنهم “بزولة” مراكمة تعويضات العمل الانتدابي، أو متوارياً عن الأنظار، هروبا من حرج رصد العامة، تناقض عمله بالليل مع كلامه في النهار ، متناسباً كعدد من إخوانه من الذين خطفت قلوبهم شهوة السلطة، وحب المال، قوله تعالى: “من لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار”. صدق الله العظيم.
إيوا نوض على سلامتك راك مورق آسي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *