محمد عمور
المدرب المقتدر عبد الخالق اللوزاني في ذمة الله. سيذكر له التاريخ رغم الجحود والإجحاف أنه اضطلع ببناء منتخب ما بعد نجوم الثمانينيات من العدم.
فعل ذلك بالكثير من نكران الذات رغم حملات الهدم التي تعرض لها من كل حدب وصوب. 
أتفه ما سمعت بعد فوز حاسم في طريق التأهل إلى مونديال 1994 أن اللاعبين ضربوا عرض الحائط بتعليماته، وابتدع أحدهم (ربما كان هيريرا زمانه دون علمنا) خطة مكنت المغرب من تحقيق الفوز بثلاثية مقنعة في دكار، كان ذلك تمهيدا لإزاحته من منصبه ليس لنقص في كفاءته، لكن بسبب استقلاليته المفرطة واعتداده “الزائد”بنفسه ورأيه. 
عمور والراحل اللوزاني
عمور والراحل اللوزاني
بعد ذلك كان على المنتخب المغربي ان يفوز في الدار البيضاء على زامبيا بأي نتيجة لحجز تذكرة السفر نحو الولايات المتحدة، وذاك ما كان تحت قيادة المرحوم عبد الله بليندة.
أتذكر أن اللوزاني كان قد أزاح عددا من النجوم من لائحة المنتخب، لكن بعد خسارة مفاجئة في الرباط امام مالاوي في تصفيات كأس افريقيا، وفي إجراء غاية في العبثية قام وزير الشبيبة والرياضة آنذاك عبد الله بلقزيز بإعادة اللاعبين الى المنتخب وببيان نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء.
واجه المنتخب المغربي السنغال بعد ذلك في مباراة الذهاب بالدار البيضاء في ابريل 1993 وفشل النجوم الذين حطهم السيل من عل في فرض انفسهم.
بعد المباراة وفوز بشق الأنفس التقى اللوزاني الوزير فقال له: تبارك الله على اللعابة ديالك امعالي الوزير.
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنات.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
*مدير  الاخبار في بي إن سبورتس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *