يونس التايب
لاحظنا ذلك في شكل تعبئة شعبية متميزة بمناسبة إقدام القوات المسلحة الملكية على تحرير معبر الكركرات وإجلاء عصابات البلطجية التي كانت تعيق حركة السير عبر هذا المعبر الرابط بين المملكة المغربية ودولة موريتانيا.
ولاحظنا نفس الإقدام والشجاعة والوطنية، يوم أمس الأحد من قلب مدينة باريس، من خلال الصور والفيديوهات التي وثقت لحظات تحدي شعبي لأبناء المغرب في مواجهة البلطجة والاعتداءات الهجينة على مواطنات ومواطنين مغاربة حضروا لرفع العلم الوطني في ساحة احتضنت وقفة نظمها مرتزقة البوليساريو للالتفاف على الانتكاسة التي أصابتهم بعد تحرير معبر الكركارات.
أول أمس، شاهدنا كيف تم تجييش مجموعة من الأفراد والشباب الذين بدوا يصرخون بشعارات باهتة وهم تائهون في وقفة لا يعرف عدد كبير منهم شيئا عن حقيقة موضوعها ومشروعيتها المفترضة… وهذا طبيعي بسبب عدم وجود رابط أصلا بين هؤلاء الشباب وبين موضوع الصحراء المغربية. فلا هم من المزدادين بأقاليمنا الجنوبية، ولا أبائهم كانوا في الأصل من هنالك حتى يمكن تفهم أن يعتبروا أنفسهم معنيين.
الفيديوهات بينت، أيضا، كيف تمت الاستعانة ببلطجية لتحريك الأجواء و للاعتداء على مواطنيين ومواطنات مغاربة أتوا حاملين الأعلام الوطنية وكلهم عزم على أن يقولوا كلمتهم أمام الجمهور و أمام وسائل الإعلام، ويكشفوا التضليل الممنهج الذي يقوم به من يحتجزون إخواننا بمخيمات الذل والعار بتندوف، ليسترزقوا بهم ويتاجروا باسمهم في الإعانات الدولية، ضدا في إرادتهم وحقهم في ممارسة حريتهم بالعودة لوطنهم الأصلي المغرب والعيش فوق ترابه. ولهم في ذلك حق اختيار الإقامة حيث يشاؤون والتنقل من وجدة وطنجة إلى الكويرة، والمساهمة إلى جانب 35 مليون مواطن مغربي في الحياة العامة والبناء والتنمية ….
مرة أخرى نقولها لكل البلطجية ولأعداء وحدتنا الترابية، أينما كانوا و كيفما كانت هويتهم، وسنبقى نقولها دائما وأبدًا :
“الصحراء المغربية قضية الشعب المغربي بكل مكوناته..!”
ولأنها قضية الشعب أجمع، لن نصمت بعد الآن على “قلة الحياء” من أي كان … وحيثما تواجد أي مغربي، في أي مكان في العالم، وتصادف أن أحدًا تجرأ هنالك على مس العلم الوطني، أو تجرأ على ثوابتنا الوطنية، أو نشر ما يسيء لرموزنا الوطنية، أو حاول إهانة مكون من مكونات الشعب المغربي أو المس برافد من روافد هوية الأمة المغربية، سيكون ذلك المغربي أسدا شرسا يزأر رافعا صوته بكل الغيرة الممكنة وفاء لوطنه، و سيكون سدا متينا تتكسر عليه كل المحاولات اليائسة للنيل منا ومن حقوق وطننا ومن تاريخنا العريق، حتى يكف المضللون عن نفث سمومهم ونشر أوهامهم…
الشعب المغربي لن يفرط في أي شبر من أرضه مهما كان الثمن غاليا … وفي مسألة الوحدة الترابية وفي ما يخص ثوابتنا الوطنية، ليس هنالك إلا شعار واحد، و موقف واحد، هو “يحيا الوطن … يحيا المغرب قيادة وشعبا” …
وكما ردد مواطنونا ذلك في وجه بلطجية المرتزقة، يوم أمس بساحة الجمهورية بباريس، نقولها ونعيدها 35 مليون مرة :
الصحراء صحراءنا و الملك ملكنا …. ولا عزاء لأعداء المغرب المجيد …