العرائش: عبد السلام العرابي

“إذا كانت القاعدة التي جرت بها العادة في مثل اللقاءات التي تعقدها أحزاب المعارضة أن تخصص حيزا من اللقاءات لجلد الحكومة وإبراز فشلها وإخفاقها وكذا الضربات الموجهة إلى الفئات الشعبية، فإن القناعة اليوم هو أن المغاربة تعبوا من التشخيص وسماع نفس الكلام”. هكذا خاطب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، مناضلات ومناضلي البام بإقليم العرائش، وهم يحضرون أمس الأحد، افتتاح أشغال اللقاء التنظيمي المنظم من طرف الأمانة الإقليمية بالعرائش تحت إشراف الأمانة العامة الجهوية بجهة طنجة تطوان الحسيمة وبتنسيق مع المكتب السياسي.

وتساءل المتحدث نفسه، إن كان المغاربة لازالوا في حاجة إلى الكلام عن أمور معروفة، مضيفا، “فالمغاربة منذ 7 سنوات والمغاربة يسجلون ما يحدث، واليوم مؤسسات البلاد دستوريا أعفتنا من جرد  العجز الحكومي وآخرها المجلس الأعلى للحسابات الذي قدم تقريرا أمام ممثلي الأمة حول حالة البلاد وحصيلتها، ومن غير التقرير المشار إليه، فالخطب الملكية الأخيرة تضمنت وبلغة تتضمن أقصى درجات الوضوح ما تعيشه بلادنا”.

واستعرض المسؤول الحزبي، مجموعة من تجليات الراهن المغربي اقتصاديا واجتماعيا، بحيث أن ما يزيد عن 10 في المئة من شباب البلاد يعيشون البطالة بينما تتزايد النسبة إلى 32 في المئة من مجموع الساكنة.

وأوضح أنه اليوم لم يعد الحديث يهم مشاكل العالم القروي وأحزمة البؤس المنتشرة، بل إن الأخطار تمتد إلى ما هو أعمق وأكبر بإقرار المؤسسات الدستورية، فتقارير المجلس الأعلى للحسابات تتضمن ما مفاده أن الحكومة أغرقت البلاد في الديون، ولا أحد يستطيع التشكيك في الأمر، فالمديونية في البلاد تجاوزت 91 في المئة من الناتج الداخلي وهو التراكم الذي ستدفع ثمنه الأجيال الراهنة والمقبلة.

بنشماش أضاف قائلا: “واقع الحال إذن، هو أن الحزب الأغلبي أغرق المغاربة في الديون، ووزع قبل سنوات الوعود بالجملة وتحدث عن الفرص المتاحة ومعالجة العلل وتوفير فرص الشغل وتحسين جودة التعليم ومحاربة الرشوة والفساد .. وعود لم تجد السبيل إلى التنزيل وظلت مجرد وعود حد الأكاذيب”. وأشار بن شماش إلى أنه نبه رئيس الحكومة الأسبق إلى هذه الوضعية التي لا تسر وأنه أي رئيس الحكومة اقترض في 3 سنوات مجموع ما اقترضه 3 حكومات متعاقبة خلال 10 سنوات ونبهته إلى ما يصنع لكنه تجاهل التنبيه واستمر الوضع على ما هو عليه وتفاقم.

ونوه الأمين العام الذي كان يتحدث بحضور رئيس المؤسسة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب العربي المحرشي، بمسؤولي الحزب في الجهة والإقليم على إتاحة الفرصة لتأطير هذا اللقاء التنظيمي المشحون بطاقة إيجابية كبيرة مع تواجد هذا الكم من النساء والشباب.

واعتبر بن شماش بالمقابل أن اللقاء في شقه التواصلي مناسبة للحديث مع الحضور والإنصات إليهم وتبادل وجهات النظر معهم في كل ما يهمهم من قضايا وأسئلة على مستوى إقليم العرائش وحاضرة العرائش التي تنبض بعبق التاريخ والأصالة ويزخر ترابها بكل الإمكانيات والطاقات الشابة.

وخاطب بن شماش الحضور بقوله: “أريدكم أن تجتهدوا، لنعطي دفعة قوية لتطوير التنظيم الحزبي في الإقليم -للعمل إلى جانب الأحزاب الأخرى- ليقوم حزب الأصالة والمعاصرة بدوره في التواصل مع المواطنين ويفتح أبوابه للشباب والنساء”، ليترافع، يقول بن شماش، ويدافع عن الإقليم ويوصل انتظارات ساكنة الإقليم وهي جزء من انتظارات عموم المغاربة تجاه المؤسسات الوطنية المختلفة (الحكومة، البرلمـــان) …

“أملنا أن تحمل أمطار الخير التي تتساقط هذه الفترة بإقليم العرائش وبلادنا ككل فـــــألا طيبا لينطلق الجرار “التراكتور” بقوة ويحرث الأرض بكل ثقة”، يقول بنشماش، منبها الى اخفاقات الحكومة، وراء خفوت  شعلة الأمل التي شعرت بها قطاعات عريضة من الشعب المغربي إبان الخطاب الملكي ل 9 مارس 2011 والإعلان عن تعديل الدستور وإطلاق جيل جديد من الإصلاحاتـ، مردها النضج الشعبي وتجاوب الملك مع مطالب حركة 20 فبراير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *