نور الدين اليزيد

**وأنا في عزاء المرحومة والدتي استفزني كلام مسؤُول غيرُ مسؤُول، وأدركت، للصدفة العجيبة، أن لا شيء بيليكي (مجاني) في هذه الأرض الطيب أهلها إلا الموت..**

الذي يتاجر بالدّين من المستحيل أن يصدر عنه عمل أو معروف بدون ثمن أي “بيليكي” لوجه الله، على رأي الوزير السابق وعمدة مدينة فاس والنائب البرلماني والإطار في وزارة المالية ووو… إدريس القزمي، عفوا، الأزمي الإدريسي، الذي لا يرى في تعدد تعويضات المسؤولين والنواب مشكلا ومرضا مستنزفا لخزينة الدولة يستحق الاستئصال، حتى ولو كنا في بلد فقير ومعدم، ذي اقتصاد يسجل يوما عن يوم مؤشراته الحمراء المنذرة بالكارثة والأزمة الخانقة، إلا إذا نزلت ألطاف إلهية تجهض وتوقف جشع مسؤولينا ونهمهم إلى الاستحواذ، وتعطشهم إلى أكل الأموال، مثل هذا الماثل في الصورة صاحب الجبهة (السنطيحة) العريضة الذي لا يخجل ولا يرف له جفن مروءة ولاهم يحزنون، وهو يواصل تحدي إستنكار الشعب، بالتفوه بالذي يتفوه به بفمه الملآن تفالا وخبثا يُزكم الأجواء!.

واهِمٌ من كان يعتقد أن الحزب (العدالة والتنمية) الذي تقمص رداء الدين، قبل أن يتعرى مفضوحا أمام الملأ، بعدما أسقط عنه القناعَ طمعُه وتلهّفه على التعويضات والبريمات والمعاشات التي ما أنزل الله بها من سلطان، جاء إلى الحُكم ليصلح الحال، وليحارب الفساد، ويحفظ المال العام من النزيف، ويقنن المساطر والقوانين لأجل ترشيد نفقات الخزينة العامة، في أفق تحسين أوضاع غالبية المغاربة من الفقراء والمهمشين..

وواهِم من كان يتشبث بِذرة أمل، أن يكون من بين منتمي هذا الحزب، الذي بنى عقيدته وإديولوجيته السياسية، على عنصر الدين المقدس، رجلٌ (أو امرأة) -إلا من قد يرحمه الله بنعمة العفة والزهد- يدعو إلى الصلاح، وإلى الإعراض عن مال المعوزين والفقراء واليتامى والمحرومين من المغاربة، وقد رأينا كيف أن كبيرهم الذي علمهم الإفك والكذب والتدليس والجشع وباقي الموبقات الأخرى، باسم الدين، المدعو عبد الإله بنكيران، قد تمادى في سن القوانين المجحفة في حق المواطنين، بما في ذلك الرفع من سن التقاعد واقتطاعاته، والزيادة من حجم الوعاءات الضريبية وأقساطها، وكذا الرفع من الأسعار.. لا لشيء، فقط ليضمن له ولحاشيته وباقي المسؤولين أمثاله تعويضات وأجور، وبعدها معاشات سمينة، تماما كما ضمنها لنفسه، عندما سول لنفسه هاته الأمارة بالسوء أن يستفيد من تقاعد خيالي، لا يناله حتى مسؤولو الدول المتقدمة..

حزب استرخص المتاجرة في المُقدّس، لن يكون طمعُه في المُدنس من مال الدنيا مفاجئا، كما تدل على ذالك رغبته الجامحة في الاستحواذ على أكثر من أجر وتعويض..

 حالةَ نشازٍ أو استثناء أو مدعاة للاستغراب.. ولكنها الحقيقة التي يأبى الله إلا أن يفضح بها هؤلاء القوم الضالّين المُضلين المُدلّسين الأفاكين الأفاقين الطامعين، المنهزمين، أمام مال المحرومين تحت يافطة براقة ما فتئوا يستغفلون بها العباد..

استمر يا بوجبهة عريضة يا”ميستر بيلكي”، أنت وإخوتك وزبانيتك في تكالبكم على مال المسلمين، من المغاربة المعوزين والأيتام والأرامل، ولا تعيروا أي اهتمام إلى الدّين الذي اتخذتموه مطية واتخذتموه بضاعة رخيصة، وبئس الاتخاذ..

لكن مع ذلكم ورغم تجاهلكم وانشغالكم بملذات المناصب وتعويضاتها، فلا بأس أن نتصدق عليكم، من باب الأخوة في الدين، بهذه الآية البينة الكريمة لعلها ترد منكم العاقل إلى الرّشد.. قال تعالى: “وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.. فهل أنتم مُتقون؟!..

 +كاتب -صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *