حنان رحاب

غريب هذا التصنيف السلبي والقدحي الذي تواجه به المطالب الشعبية، المعبر عنها داخل فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي، ففي كل مرة تصدح فيها حناجر المغاربة رفضا لمظاهر الاختلال في تدبير الشان العام، يتم اللجوء إلى تبخيس هذه المطالب وتصنيفها في خانة الشعبوية.

ما يجب أن يفهمه الجميع اليوم، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي فضاءات حرة للتعبير والنقاش والرفض، ساهمت بكل قوة في تخليق الشأن العام، وفي تكريس الشفافية، وفي فضح الممارسات الفاسدة في تدبير الشأن العام، ليس في المغرب فقط، بل في سائر أرجاء المعمور .

ما يمكنش اليوم الاستمرار في نهج سياسة  الهروب إلى الأمام والقفز على الحقائق والنقاشات الصحية التي تفتح داخل مواقع التواصل الاجتماعي، والتعامل معها بمنطق الكيل بمكيالين “عندما تكون في صالحي فهي مزيانة، وعندما لا تكون في صالحي فهي شعبوية”.

المطالب والنقاشات المفتوحة اليوم داخل فضاءات التواصل الاجتماعي، المطالبة بإلغاء تقاعد البرلمانيين والوزراء ، أو تلك المريدة لمقترح إلغاء تعدد تعويضات المهام التمثيلية، هي مطالب منطقية وموضوعية ، او كتماشى مع تطلعات المغاربة في العدالة و المساواة وإلغاء كافة مظاهر الاستثناء والتمييز بين المواطنين، ولا يعقل أن نطلب منهم أنهم “يسكتو او يسدو عينيهم” على هذا الاختلال .

اليوم مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت تشكل رقابة مجتمعية على كل الفاعلين السياسيين، والتعامل معها خاصو يكون بمنطق ديمقراطي، يقبل الاختلاف والتنبيه والحس النضالي الذي يتبناه اغلب الناشطين داخلها، و “اللي كيتمشى” مع اختيارات البلاد الديمقراطية و كيساعد كذلك على خلق الشروط الضرورية لمواجهة التحديات او الرهانات الجديدة المطروحة على بلادنا .

*برلمانية إتحادية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *