المصطفى الحروشي

مازالت قضية الدعم الاستثنائي الذي خصصته وزارة الثقافة لبعض الفنانين، يلقي بضلاله على الوسط الفني لما واكبته من ضجة واسعة، فبعد رسالة الفنانة القديرة لطيفة رأفت والفنان الشعبي سعيد الصنهاجي، وجه الفنان عصام كمال رسالة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وكذا بعض أعضاء حكومته.

وكتب عصام عبر حسابه الرسمي بإنستغرام ، ”رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الحكومة و وزير الثقافة و الشباب و الرياضة ووزير الصحة ووزير الداخلية ووزير الاقتصاد والمالية وأعضاء المجالس الإقليمية والسلطات المحلية”.

وقال صاحب أغنية “راني زعفان”: ”سيداتي و سادتي، عقب الضجة الأخيرة و العقيمة المتعلقة بنتائج دعم وزارة الثقافة لقطاع الفنون، أرفع إلى علمكم بأن الفنان ليس دائما بحاجة لدعم وزاري مباشر لكن كل الفنانين يحتاجون لدعم جمهورهم باستمرار. إلا أن اللقاء مع الجمهور لا زال ممنوعا منذ أكثر من ثمانية أشهر، و هذه وضعية كارثية بالنسبة لقطاع يفتقر لأدنى شروط الكرامة في غياب تعميم التغطية الاجتماعية والصحية والتقاعد والتعويضات العائلية لشريحة واسعة من الفنانين و التقنيين و ذويهم، فالملايين من المغاربة نساء ورجالا و أطفالا وشيوخا يعتمدون على مدخول غير قار لقطاع مجمد حاليا في انتظار قراراتكم بفتح المسارح وقاعات العروض وقراراتكم بترخيص التظاهرات الفنية العامة منها و الخاصة”.

وأردف قائلا: ”لقد اتخذتم قبل أسابيع قرار إنهاء الحجر الصحي وفتح الأنشطة الاقتصادية المختلفة تحت شرط الالتزام بالتباعد الاجتماعي و بقواعد صحية صارمة، الشيء الذي أثلج صدر شريحة واسعة من المواطنين المغاربة، إلا أنكم أهملتم القطاع الفني و الثقافي و مهنيي المهرجانات و الحفلات و الأعراس… هذا القطاع الغير مهيكل لا زال مغلقا تماما في غياب أدنى مبادرة اجتماعية من طرف الحكومة. اعلموا بأنه لا فرق بين فنان مغربي بسيط وبين “طالب معاشو” فكلا المواطنين يبحثان عن لقمة العيش بشكل يومي في غياب أي حماية اجتماعية”.

وجاء أيضا في رسالة عصام، ”لذا نطالبكم بفتح قاعات العروض والترخيص بإحياء الحفلات الخاصة والعامة مع احترام التباعد الاجتماعي والشروط الصحية. فكما تعلمون، بعض المقاهي والمطاعم المفتوحة حاليا تعرف إقبالا أكثر من قاعات العروض الفنية والثقافية، فلماذا نستمر في معاقبة قطاع هش وشريحة واسعة من المواطنين؟ الاستمرار في غلق هذا القطاع يعني حرفيا الاستمرار في تهميش و تفقير الفنان والمبدع المغربي و تطعيم جديد لقنبلة اجتماعية موقوتة لن تتأخر في الانفجار في وجه الجهات الوصية عن الفن والثقافة بالمغرب”.

وفي ختام رسالته  قال عصام كمال: ”نطالبكم بفتح القاعات لأن الشعب منهك، لأن الحزن عم أرجاء الوطن، لأن البسمة غابت عن محيا المواطنين تحت وطأة ظروف الجائحة ومخلفاتها الاقتصادية و الاجتماعية، لأن أخبار الفواجع والاغتصابات وجرائم قتل الأطفال لوثت مزاج أربعين مليون مواطن يطالبون بحقهم في الترفيه ولأن البسمة فارقت وجوه الفنانين والمبدعين الذين يحملون على عاتقهم بث البسمة في وجوه المواطنين. فتحو القاعات الله يرحم بيها الوالدين”.

https://www.instagram.com/p/CFy8Mnpisjs/?utm_source=ig_web_button_share_sheet

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *