جواد مكرم

في ظل تفشي وباء كورونا، يبدو أن العديد من المغاربة لن يتمكنوا خلال الأيام القادمة من الحصول على اللقاح الخاص بالإنفلونزا الموسمية، بالسعر الذي كان يباع به للعموم خلال السنوات الماضية، كما لن يكون هذا اللقاح متاحًا في الصيدليات المغربية بالشكل الذي يلبي طلب عدد من المواطنين.

المعطيات المتوفرة لدى الجريدة الإلكترونية “le12.ma”، تفيد بأن الحكومة ممثلة في وزارة الصحة رغم ارتفاع الطلب المحتمل على هذا اللقاح خلال موسم الشتاء القادم، تقدمت إلى شركة “سانوفي” الفرنسية بطلب اقتناء نفس الكمية من اللقاح الذي حصلت عليه العام الماضي، دون الأخذ بعين الإعتبار تزايد الطلب على هذا اللقاح خلال هذه السنة.

وتشير المعطيات نفسها، إلى أن شركة “سانوفي” التي تتوفر على مصنع لها بالمغرب، لم تتوصل من السلطات الصحية بطلب ترخيص إنتاج هذا اللقاح بالمغرب، بما يمكن من خفض سعر بيعه للعموم وتوفيره بكمية وفيرة في الصيدليات.

وقاد هذا الوضع حسب المعطيات نفسها، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على اللقاح، إلى الزيادة في ثمن بيعه للعموم بأكثر من 50 درهمًا، دون توفره في جميع الصيدليات، حيث يباع بـ125.30 درهماً.

جدير بالذكر، إن الخبراء يوصون بلقاحات الإنفلونزا السنوية لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر، و يعد التطعيم مهمًا خصوصًا للأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا، ومن بينهم: “الحوامل، كبار السن، الأطفال الصغار“.

وهناك أمور قد تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، مثل الحالات الطبية المزمنة. ومن الأمثلة على ذلك: “الربو، مرض السرطان وعلاجه، داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، التليف الكيسي، السكري، فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) / مرض الإيدز (AIDS)، أمراض الكلى أو الكبد، السُمنة”، لذلك يجب على أي شخص لديه حالة صحية مزمنة أن يأخذ لقاح الإنفلونزا. كما يوصي الخبراء.

تعرفوا. على خطورة تزامن كورنا مع الزكام والإنفلونزا

وكان وزير الصحة، خالد آيت الطالب، قد أعلن في يوليوز المنصرم، أن الوزارة قررت تزويد المستشفيات بلقاحات الإنفلونزا الموسمية ولقاح المكورات الرئوية “البنوموكوك” خلال موسم الخريف المقبل.

وأوضح آيت الطالب، في كلمة خلال ندوة افتراضية حول موضوع “كوفيد-19، الإنفلونزا، الهيموفيلس إنفلوانزا نوع “ب”، والبنوموكوك: أهمية اللقاح، أي توصيات؟”، أن الوزارة قررت، بالنظر إلى استمرار جائحة “كوفيد 19″، وإلى حين الوصول إلى لقاح فعّال وآمن، تمكين المرضى المصابين بأمراض مزمنة من اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية، إلى جانب توفير لقاح “البنوموكوك” البالغ الأهمية والفعالية، خلال موسم الخريف المقبل، للمساهمة في الرفع من مناعة هذه الفئة من المواطنات والمواطنين، صغارا وكبارا، والتخفيف من وطأة الأنفلونزا وتبعاتها”.

ولفت الوزير، في هذا السياق، إلى أن تبعات الأنفلونزا لا تكون هيّنة، وتشكل تهديدا بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة والحوامل والمسنين والرضع، مسجلا في الوقت نفسه أن هذا اللقاح ليس فعالا ضد “كوفيد 19″، غير أنه يعد أحد السيناريوهات الوقائية التي سيتم اعتمادها واللجوء إليها، إلى جانب الحرص على تطبيق التدابير الوقائية.

وذكر المسؤول الحكومي بأن ما بين 250 و650 ألف شخص عبر العالم يفارقون الحياة بسبب الأنفلونزا الموسمية كل سنة، في حين تطال عدواها ما بين 3 و 5 ملايين شخص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *