Le12.ma – الرباط

هللت الصحافة الإسبانية لحادث إشراف موظفة مغربية ببلدية مدريد على توثيق عقد قران امرأتين من نفس الجنس، في أول زواج بين امرأتين. المغربية مسلمة تضع الحجاب لذلك هللت الصحف الإسبانية للخبر وجعلته عنوانا بارزا، بحيث لم يعد الخبر هو زواج امرأتين مع بعضهما، بل إشراف المغربية المسلمة على توثيقه، وهكذا أصبح الحادث الرئيسي غير الخبر الرئيسي.

الموظفة المغربية صرحت للصحافة بأن تلك كانت مناسبة بالنسبة لها للتعايش وممارسة الديمقراطية والمواطنة. وهذا من غرائب الجهل عند بعض المسلمين الذين يعيشون في الغرب ويحاولون أن يندمجوا بأسلوب مناف لجميع الضوابط. فهذه السيدة أساءت إلى نفسها وإلى المسلمين في إسبانيا وإلى الإسلام بهذه المبادرة التي ستدخل حلبة المزايدات. فالمعروف أن هناك في الغرب من يستغل الرموز الدينية الإسلامية للنيل من الإسلام والمسلمين، واستغلال بعض الجهلة الذين هم مسلمون بالانتماء القومي فقط، أو بعض الأوروبيين المتحولين إلى الإسلام والذين لا يعرفونه، من أجل ضرب القيم الإسلامية، مثل ذاك الأحمق الذي قدموه على أنه إمام والذي زعم أن الشذوذ موجود في القرآن بعد أن اختلط عليه الإنجيل بالقرآن، أو تلك الإمام المزعومة التي أمت مصلين مختلطين اختلاط الشواطئ.

ما قامت به السيدة المغربية جريمة في حق دينها وأمتها، لأن العمل من جنس العقيدة، فهذا يتضمن أنها تؤمن بمشروعية هذا النوع من الأنكحة، فإن لم تكن تؤمن به فهي تباركه، لأن توثيق هذا النوع الغريب والبهيمي من الالتصاق الاجتماعي يعني تزكيته ومباركته. أما تصريحاتها غير اللائقة عن الديمقراطية والمواطنة والتعايش فهي تعني أن التعايش لا يكون إلا بالتخلي عن المبادئ والقناعات الدينية.

بعض المسلمين يفهمون التعايش بطريقة مشوهة. في المغرب عاش بيننا آلاف اليهود مثلا، لكن لم يتخل أحدهم عن مبادئه الدينية أو الثقافية لكي يتعايش مع المغاربة، بل كان المغاربة يقبلون بهم وفقا لما هم عليه. وفي العالم كله لن تجد يهوديا ذوب نفسه في الوسط الذي يعيش فيه، بل كان هو من يفرض خصوصيته. فلماذا لا نتشبه باليهود ونبقى مسلمين؟.

  • إدريس الكنبوري كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *