قلم: رشيد نيني (صحفي)

من حسنات إغلاق الحدود أن كثيرا من المسؤولين الذين تعودوا القفز في أول طائرة لتلقي العلاج في مستشفيات الخارج كلما ألم بهم عارض صحي أصبحوا مجبرين على ارتياد مستشفيات البلد، هكذا بدؤوا يكتشفون الواقع الحقيقي لقطاع قلة الصحة بالمغرب، وأصبحوا يصدقون أكثر ما كنا ننشره حول فظاعات هذا القطاع، بعدما كانوا يتهموننا بالمبالغة وتبخيس الإنجازات الحكومية.

مناسبة هذا الكلام شكوى بثها البرلماني والأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بفاس مكناس، محمد حجيرة على صفحته بالفيسبوك، هو البرلماني يا حسرة، يشكو فيها من الإهمال واللامبالاة من طرف قطاع الصحة العمومي أثناء إصابته بفيروس كورونا.

وكتب النائب البرلماني عن إقليم تاونات : “للأسف الشديد أنا أصبت بالفيروس وعشت اللامبالاة التامة من طرف قطاع الصحة العمومي ولم يقدموا لي شيء يذكر. غياب تام للمدير الجهوي وكل المسؤولين وتم ترك أبناء القطاع لحاله وكذلك الأمر بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الفيروس وغيرهم”، قبل أن يختم بهذا التهديد المجلجل “لن اسكت على فضيحة التعامل مع المغاربة المرضى بالفيروس“.

أولًا نتمنى للسيد البرلماني ولكل المرضى المغاربة الشفاء العاجل.

والواقع أنه لو لم يسكت السيد البرلماني وفريقه النيابي الذي صوت على قانون تقليص الاعتمادات المخصصة لقطاع الصحة في القانون المالي، طيلة سنوات في البرلمان لما احتاج إلى التهديد بفتح فمه للكلام اليوم.

لو أن السيد البرلماني وفريقه رفعوا صوتهم بالصراخ عاليا وضربوا بأيديهم على الطبالي في البرلمان واعترضوا على تقليص ميزانية الصحة من طرف الحكومة لما عاش السيد البرلماني الإهمال الذي عاشه في المستشفى، والذي بالمناسبة هو الإهمال الذي يعيشه بقية أبناء الشعب منذ سنوات أمام صمت مريب من طرف البرلمان الذي ينتمي إليه.

لذلك فليس المطلوب من سعادة البرلماني، شافاه الله، أن يصرخ في الفيسبوك بل في البرلمان ولجانه عندما تعرض ميزانية الصحة للنقاش والتصويت.

وليس مطلوبا من المسؤولين أن يهددوا بفضح المستور فقط عندما يكتووا هم أو عائلاتهم بنار الإهمال، بل المطلوب منهم أن يفعلوا ذلك وهم سالمون معافين.

أما أن تصرخ في غير موضع الصراخ وتحتج في غير وقت ومكان الاحتجاج فذلك ليس سوى صيحة في واد أو نفخة في رماد.

رشيد نيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *