قلم: سعيد بلفقير

YES I CAN (نعم أستطيع)
كن ميسي أو رونالدو أو ظل كما أنت، مرمى فارغ لا يحرسه أحد، كل الأهداف تسجل ضدك ويرتقي بها غيرك وأنت كما أنت رمز للخسارات الفادحة.
كيف تكون ميسي أو رونالدو، ليس باليخوت التي يملكانها الآن وصور الدعايات المتواترة، ولا بأرصدة لا تجف روافدها، بل بما فعله ويفعله كلاهما حتى يستمر النبض.

هل سألت نفسك مرة، كم مرة يركل ميسي الكرة كل يوم حتى تحفظ عيناه وتضبطان زوايا الملعب والمرمى، كم مرة يرفع الكرة فوق الحائط في التداريب ليسكنها زاوية تسمى بإسمه.

هل سألت نفسك كم يقفز رونالدو كل يوم وكم يحمل فوق وزنه أوزانا، كم يجري من مسافات وكم يسدد من كرات ولماذا يأتي قبل الجميع ويبقى مرابطا في الملعب بعدهم؟
النجاح يقاس بعدد المحاولات، النجاح يقاس بعدد مرات الفشل، النجاح يقاس بساعات العذاب والبذل والعرق والسهر والجوع.

النجاح بذرة تسمى الحلم، نزرعها في قلوبنا، نسقيها بالدمع والدم والمعاناة، نغذيها بالسهر والاهتمام، تنمو غصونها، نشذبها ونقص منها ما زاغ من شوائب اليأس والإحباط وسوء التقدير، فتزهر وتمتد جذورها في الأعماق بعيدا، فتصير شجرة يانعة تؤتي أكلها ثمارا بحلاوة اليوم، تنسينا كل صعاب الماضي.

هكذا تُرى شجرة النجاح، وارفة الظلال كثيرة الغلال، جميلة تتلألأ على أغصانها قطرات الندى، تثير في النفوس الغبطة والغيرة والحسد، دون أن يطرح السؤال المناسب، كيف.
رونالدو وميسي هما مثالان فقط لأنهما الأكثر تأثيرا على جيل الشباب الشغوف بالكرة أما النماذج فكثيرة لا تعد ولا تحصى بينما المبدأ واحد، الواجهات البراقة وراءها كثير من الألم والتويجات الجميلة في حقول الورد سرها مدفون في تراب رخيص مظلم.

حكايات وقصص النجاح تبدأ بالرفض، رفض منطقة الثبات التي قد نسميها استقرارا، وهي في واقع الحال عجز عن التطور، لتأتي بعد ذلك مرحلة “نعم.. أستطيع” yes I can.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *