خالد الفرقاني (نجل الراحل لحبيب الفرقاني)

سنوات الرصاص كانت أيضا زاخرة بقيم التضامن والمحبة والوفاء والإخلاص بين المناضلين الشرفاء.

يشهد على ذلك تبادل الرسائل بين المناضلين في فترة كانت فيها القيم الانسانية عملة رائجة ملؤها الاخلاص في المبادئ وحب الوطن .

رسالة جوابية / وثيقة عمرها أكثر من 44 سنة من صلاح الدين الوديع وهو يؤدي ضريبة مواقفه ومبادئه معتقلا في السجن المدني بالدار البيضاء إلى المناضل محمد الحبيب الفرقاني الذي خرج لتوه من تجربة اعتقال قاسية.

الرسالة، الموقعة باسم “صلاح الدين الوديع ونيابة عن عزيز” تعبر على المستوى الراقي لغة ومضمونا وتتضمن عبارات تقدير واحترام تدل على المعنى النبيل لصفة مناضل .

رحم الله عزيز الوديع

 

نص الرسالة:

 السجن المدني بالدار البيضاء

اسم المعتقل: الوديع صلاح الدين

بتاريخ 3 ماي 1976

رقم الإعتقال 871 40

السيد الفاضل المحترم والأديب الكبير محمد الحبيب

تحية الاحترام والتقدير، وبعد

إنه لممّا يثلج الصدر ويبعث الرجاء في النفس وينعش الآمال أن نتوصل برسالتكم الأخوية التي تفيض محبة صادقة وإشعاعا ملهِما. وإذا كانت هناك ذكرى لا تفارق القلب فهي ذكراكم الطيبة التي ارتسمت في ذهننا عن شخصكم النبيل ونفسكم العالية وأخلاقكم الرفيعة. إن رسالتكم هذه شهادة جديدة على عمق العلائق التي تجمعنا وتصهرنا في بوثقة واحدة وتأكيدا آخر على وحدة الآمال التي تشدنا، وهذا بالذات ما يجعلنا نتطلع إلى يوم لقياكم بشغف وشوق، ولو من خلال الشباك، ولو لدقائق معدودات.

أستاذي وأخي، أتمنى أن تكون صحتكم على ما يرام ومعنوياتكم كأحسن ما تكون. وأرجو أن تبلغوا السلام التام لزوجتكم المحترمة وأبنائكم البررة.

وفي انتظار زيارتكم، تقبلوا أسمى عواطفنا وأنقى أمانينا.

والسلام.

الوديع صلاح الدين

باسمي ونيابة عن عزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *