قلم: يحيى اليحياوي

روج مطبوع بمسمى “استمارة طلب الاستفادة من التعليم الحضوري”، يقال إنه لوزارة التربية الوطنية … يلتزم فيه ولي الأمر الذي يريد أن يستفيد ابنه أو ابنته من التعليم الحضوري، “بالاحترام التام للبروتوكول الصحي، وكذا التنظيم التربوي والمدرسي المحدد من طرف المؤسسة التعليمية”… مطبوع شارد، خارج السياق، صاغه تقنيون منقطعون عن الواقع تماما.

أولا: لماذا علينا أن نلتزم بورقة رسمية تحمل توقيع المدير وولي الأمر، في حين ألا شيء تغير بهذه النقطة… يتوجه التلميذ لإدارة مدرسته، يؤدي واجبات التسجيل ويسجل أو يعيد تسجيله كما كان عليه الحال في السابق.. ما جدوى هذه الاستمارة إذن؟

ثانيا: ليس علينا أن نلتزم بشيء بالمرة… عندما يلج التلميذ أسوار المدرسة، فإنه يصبح من مسؤولية إدارتها ومعلميها… ليس من حقنا أن نتدخل أصلا في طبيعة الإجراءات المتخذة ولا في التنظيم التربوي والمدرسي المعتمد، فما بالك أن نتحفظ على البروتوكول الصحي الموضوع أو ننتقده…هل تدخلنا يوما في وضع استعمالات الزمن مثلا، حتى نؤاخذ بأننا غير ملتزمين بالتنظيم التربوي أو المدرسي؟…هذا هراء وسوء نية…نحن نضع ثقتنا في كل ما يتقرر داخل المؤسسة أو يعتمد داخل القسم، باعتبار من لدننا بأن هذا شأن المؤسسة وليس شأننا بأي حال من الأحوال.

ثالثا: لا أدري لماذا ثمة نية مبيتة لوضع جدار من الشك والحذر والريبة بين المدرسة من جهة، والآباء والتلاميذ من جهة أخرى، فيما الثقة بين الأطراف قائمة وثابتة ولا تثير أدنى تشنج…؟ ثمة أطراف تريد أن تقوض هذه الثقة، أن تلوث البيئة وأن تدفع الجميع للسباحة في الماء العكر…أعرف أن المدرسة العمومية باتت تؤرق بعض الجهات هنا وهناك…لندعها تؤرقهم وتزيد في أرقهم

*جامعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *