محمد الخاوة

تغمد الله الفقيدة ثوريا جبران وأسكنها فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون ؛ فنانة مسرحية ملتزمة، مقتدرة ومتميزة ، فنانة أمتعتنا بإبداعاتها وقفشاتها الفنية الهادفة.

فنانة من جيل الرواد الكبار ساهمت مساهمة كبيرة في ترسيخ مفهوم المواطنة الصادقة بأدوارها المعبرة ووضعت أصبعها بدقة على أعطاب المجتمع المتعددة وعلى علاقات المختلة التي كانت تجمع السلطة بمفهومها الشاسع بالمواطن والمتسمة بالشطط في إستعمال السلطة وبالغبن والقهر والحكرة والتمييز بين المواطنين في حقوقهم

مسرحياتها كانت كلها عبارة عن رسائل مشفرة ومرموزة أحيانا وبالواضح أحيانا..

توفيت الأستاذة ثوريا جبران إحدى مناضلات الحركة النسوية الوطنية و التقدمية التي وقفت إلى جانب القضايا العادلة للمرأة المغربية ضد الظلم والإستعباد والقهر المركب وهضم حقوقها

لهذا كله استحقت أن تكون وزيرة للثقافة في حكومة الأستاذ عباس الفاسي

أن تكون إمرأة وزيرة للثقافة ليس بالأمر الهين وإلسهل في بلد تسيطر عليه كل الثقافات التي تنقص وتحط من قيمة المرأة وتتكالب عليها وعلى حقوقها من كل جانب تحت مسميات تنهل من فكر متطرف ، متخلف وظلامي فليس بالأمر الهين والسهل…ولكنها مع الأسف الشديد كانت تجربة فريدة ويتيمة

أتمنى صادقا في حكومات وطنية تقدمية وديموقراطية قادمة أن تكون تمثيلية الوزيرات مهمة في التشكيلات الحكومية أما التذرع والإختباء وراء مصطلح فج وينم عن سوء نية من قبيل ” الخصوصية المغربية ” فذاك هراء وتتحكم فيه تفسيرات متخلفة وظلامية ويراد بها باطل

الأستاذة ثوريا جبران امرأة /وزيرة مناسبة في المكان المناسب

ما أحوج المغرب إلى مثل هاته الطاقات الفذة والكفاءات المتمكنة من إختصاصاتها وفي المسؤوليات التي هي مقبلة عليها والنزبهة والتي لها غيرة على هذا الوطن وعلى مواطنيه ومواطناته وليس إلى تعيينات محكومة بهاجس و بقواعد “تيكي طاكا” محسوبة على هذا الجانب أو ذاك ومن أجل ترضية خواطر الأقطاب” و ” التيارات“…

وأتمنى أن يتم تكريم المرحومة ثوريا جبران الفنانة المبدعة و رائدة الجيل الذهبي المسرحي بإطلاق اسمها المحترم ( الذي يعرفه ويسمع به الجميع أو الأغلبية الساحقة حتى لا أحشر الجميع إلا من يحرم جميع فنون الإبداع فذاك شأنه وتلك مشكلته ) على معلمة ثقافية متميزة كمسرح من المسارح الكبيرة أو على شارع أو ساحة متميزين… وإسمها هو أكبر من أسماء العديد ممن “تجلخت” بهم أزقة وشوارع بعض المدن كما أصبحنا نسمع ونقرأ ذلك في الأونة الأخيرة.

*كاتب رأي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *