في مثل هذا اليوم قبل  39 عاما كانت قد اندلعت أحداث 20 يونيو من عام 1981بالدار البيضاء الشهير بانتفاضة “الكوميرا” جراء ارتفاع الأسعار وفشل الحكومة في حل الازمة الاجتماعية..فخرج الشعب للشارع لمواجهة رصاص قوات العمومية بصدور عارية..

 في هذه الورقة تروي الجريدة الالكترونية le12.ma استنادا الى مؤلف “كذلك كان ” لشوقي بنيوب ومبارك بودرقة، كواليس لقاء فريق  الراحل ادريس بنزكري في هيئة الانصاف والمصالحة، مع شاهد على مجازر مقبرة شهداء “كوميرا” التي أخفها البصري عن الملك، وقتلى أحداث الدار البيضاء عام 1981 التي دفن ضحاياها في ملعب ثكنة الوقاية المدنية بالمدينة، التي كانت لعقود طوال سرا من أسرار الدولة. وكواليس إستخراج رفاث الشهداء  والبداية من هنا.

محمد سليكي

تفعيلا لموافقة الملك، سيفي المرحوم إدريس بنزكري، بوعد استخراج رفات شهداء أحداث 20 يونيو 1981 بالدار البيضاء، فكان القرار يوم 10 دجنبر 2005، بمناسبة ذكرى صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

سيخبر الراحل، بنزكري، شوقي بنيوب، بقرار تكليفه بالانتقال إلى ثكنة الوقاية المدنية بالدار البيضاء، وأن صلاح الوديع، سيحضر معه، مطالبا إياه بالانتباه إلى أدق التفاصيل، وموافاته بتقرير حول العملية بمجرد انتهائها….

وصل شوقي وصلاح الوديع، إلى مدخل مقر ثكنة الوقاية المدنية، الكائن بالصخور السوداء بالدار البيضاء، على الساعة الثامنة صباحا، حيث كانت كل الممرات إلى المكان مطوقة بحصار أمني.

كان في مرافقتهما، رئيس الثكنة، إذ على الرغم من العدد الكبير للحاضرين بمكتبه، إلا أن الصمت كان سيد الموقف، قبل أن يبادر إلى تقديم هذه الشخصيات، ومنها الوكيل العام للملك لدى إستئنافية الدار البيضاء،العلوي البلغيثي، ونائبه الأول عبد الرزاق السندالي، والجنرال عبد الكريم اليعقوبي قائد الوقاية المدنية، وعبد الحق ينضراوي عامل مقاطعات عين السبع الحي المحمدي ومساعده المختار البقالي القاسمي رئيس قسم الشؤون العامة لولاية الدار البيضاء، وعبد الرزاق مريزق المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية، وعبد الله الوردي، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، والدكتور، هشام بنيعيش، رئيس معهد الطب الشرعي وفريقه.. وفريقين للتنقيب عن الوقاية المدنية، وثلاثة ضباط من نخبة الشرطة العلمية..

انتقل الحاضرون، إلى المكان المفترض للمقبرة الجماعية، وهو ملعب لكرة القدم داخل الثكنة،… وبعد ذلك طالب الوكيل العام  بإحضار شخصيين من حفاري القبور المدلى بإسميهما..حيث وضعا رهن إشارة شوقي، وصلاح الوديع.

توجه شوقي إليهما بالاستفسار التالي:”ماهي الطريق التي كانت تسلكه الشاحنة القادمة بجثامين الأشخاص، قبل الدفن هنا بمقر الوقاية المدينة؟ .. فكان الجواب هو جهة من الملعب.

أمر الوكيل العام، فرقة الوقاية بالشروع  في الحفر… وما هي إلا ساعة زمن، وبعد حفر ممتد لمتر ونصف في عمق الأرض، حتى ظهرت أول قطعة ثوب بلون أديم الأرض….

إستمرت عملية الحفر… وبدأت عملية الاستخراج التدريجي، للهياكل العظمية البشرية،.. مما مكن من الوقوف على ستين هيكلا، يفيد وضعها أنها كانت مكفنة، بالمقابل لوحظ أن باقي الهياكل لم تكن على نفس الوضع، بل متشابكة..

تقدم الشاهد إلى شوقي،.. مصرحا له بأنه حضر عملية الدفن يوم وصول الجثاميين في الأيام الموالية للأحداث في يونيو 1981، وانه بصفته موظفا آنذاك كان ضمن فريق متنوع يستقبل الشاحنة التي كانت تنقلها.

أكد الشاهد، أن الجثث في  مرحلة أولى كانت تصل مكفنة، وفي مرحلة ثانية وصلت بشكل مخالف، متذكرا، أنه في منتصف ذات الليل، وصلت طائرة” هيلكوبتر”،ونزل منها وزير الداخلية إدريس البصري، وبعد معاينته للوضع صرح قائلا:”وسعوا الحفرة ورميوا الجثث ملحا على الإسراع بتسوية الأرض”

رجحان هذه الرواية، تؤكدها رواية طلب الملك الحسن الثاني، المدير العام للأمن الوطني، إجراء بحث دقيق حول أحداث الدار البيضاء، .. إذ بعد عرض نتائجه على الملك، تلقى التقرير المفصل المنجز.. وهو في حالة هلع شديد، حيث نادى على وزير الداخلية باستعجال موبخا إياه بشكل عنيف على حجبه حقيقة الأفعال الحاصلة عليه.. وبعد ذلك اتصل البصري والدليمي، بمدير الأمن وبررا له إخفاء حقيقة ما جرى عن الملك، بدعوى الحفاظ على سلامته الصحية، وعاتباه على مبادرته المنفردة، دون الرجوع إليهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *