اختارت الجريدة الإلكترونية le12.ma ، وحصريا، مناقشة موضوع كرة السلة المغربية مع مجموعة من الصحفيين المتخصصين الذين “بحت” حناجرهم و “جفت” أقلامهم و”ارتخت” أيديهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، من أجل تقديم صورة متكاملة وحقيقية عن رياضة الأساتذة، عبر التاريخ.

ضيف اليوم، الصحفي المتميز والمتخصص بالإذاعة الوطنية عبد الحق بهات، يقدم قراءته لواقع رياضة الأساتذة. والبداية من هنا.

 

رشيد الزبوري

 

 

لقد عاشت كرة السلة المغربية، حقبة رائعة في تسعينيات القرن الماضي بفضل تسيير محكم وتوافق مخضرم وعشق مفعم بحب اللعبة والتنافس الرياضي الشريف، وبفضل إعلام قوي نشيط  دقيق وخفيف، يقول عبد الحق بيهات.

وأضاف “بحضور الإذاعة والتلفزة وبعض الأقلام المميزة نذكر على وجه الخصوص لا الحسر الزميل محمد الصباري والزميل سعيد بن الشرقي و منابر كانت لها مصداقية وثقة عالية بكلمة أو جملة قد تخلق تغييرا جدريا في اللعبة وفي نفسية المعنيين سواء لاعبين مدربين أو مسيرين”.

أقلام متسلطة

واستنكر عبد الحق بيهات التغيير الذي عرفته هذه الرياضة قائلا ” ظهور القنوات والمواقع والأقلام المتسلطة بكل معنى الكلمة، و مع كثرة البهرجة والتضخيم والتعظيم لكل صغيرة وكبيرة اختلطت الأمور، ولم نعد نميز بين السلبي والايجابي ولم نعد نسلط الضوء على النقط السلبية التي تجر الرياضة الأنيقة إلى الخلف والتراجع تدريجيا وأصبحت فعلا الضبابية في الإعلام علما أن الإعلام،  وخاصة الإذاعة و التلفزة وبعض الأقلام المحسوبة على رؤوس الأصابع كانت السند القوي لهاته الرياضة بعد التسيير والتعايش الكبير بين جل فعاليات هذا  النشاط الرياضي الكبير”.

دور بنعبد النبي

 وشهد بيهات على حقيقة دور نور الدين بنعبد النبي في النقلة النوعية التي عرفتها رياضة المثقفين حيث أكد “الحقيقة شخصيا وبعدما بدأت العمل بالتلفزة سنة 1992، جاء في تلك الفترة نور الدين بن عبد النبي بعدما عاشت رياضة كرة السلة فترات زاهية إبان فترة رئاسة الدكتور يسري  حمودة لمدة طويلة،  لكن في الفترات الأخيرة من تسييره عاشت هاته الرياضة تراجعا ملموسا مما أعطى الفرصة لرياضات جماعية أخرى إشعاعا أكبر من كرة السلة رياضة كرة اليد والكرة الطائرة لكن تولي السيد بن عبد النبي العقل المفكر بإستراتيجية الجديدة لإنقاذ كرة السلة بالاعتماد على إعلام دقيق و رزين أعطت التغيير تدريجيا إلى أن أصبحت كرة السلة الأكثر توهجا وتفوقا محليا وقاريا، بل ونافست أحيانا كرة القدم من حيث إقبال الجمهور والحماس الكبير الذي كانت تعيشه قاعات معروفة ببلادنا”.

الواقع الحالي غير مفهوم

تساءل عبد الحق بيهات حول سر التباعد والتقسيم والصراع الذي لا يفيد كرة السلة والرياضة الوطنية في شيء، وقال بخصوص ذلك ” بعدما كنا نعيش دائرة واحدة في مجال كرة السلة مع رئيس الجامعة سابقا نور الدين بن عبد النبي، كنا لا نفترق طيلة الأسبوع بالتواصل ومعرفة أي جديد مع المدربين ورؤساء الأندية والذين كانوا يضحون بالغالي والنفيس وحب المدينة والقميص في سبيل كرة السلة الوطنية، بجانب رؤساء الأندية و المسيرين النشطاء، على سبيل المثال لا الحصر، أحمد المرنيسي بفريق المغرب الفاسي والتضحيات الجسام، و عبد الواحد بولعيش رئيس اتحاد طنجة إلى جانب عدد من رؤساء الفرق الذي كان دورهم هو دعم الفريق ماديا وهناك  عبد الحق الزاوي رئيس فريق الرجاء والسيد بن جلون و خالد تاج الدين  من فريق الوداد وأنوار نبيل من فريق الاتحاد الرياضي والسيدان عبدالرؤوف بنطالب وعبد الله الحسوني بفريق الجمعية السلاوية و عبد العالي الزروالي رئيس فريق الفتح وعبد المجيد مضران  رئيس فريق نهضة بركان بالإضافة إلى رئيس جمعية الصويرة وفريق الجيش الملكي و و و ..أما الآن فأين نحن من هؤلاء الرؤساء الشرفاء العظماء”.

السكتة القلبية

 أصابت رياضة المثقفين، السكتة القلبية، يضيف بهات “بفعل الصراعات الثنائية وعدم المبالاة  للعواقب التي وصلت إليها، و ذهبت ضحية مناوشات خفيفة عابرة علما أن رئيسها السابق، مصطفى اوراش  إنسان طيب خلوق نشيط وعنيد يتطلع دائما للجديد،  فمن العار أن تظل هاته الكثلة الصغيرة الأخوية في هذا الصراع الخالد، و أن تصبح هذه الرياضة وسط صراعات دائمة ومتوترة بين مسيرين كانوا في الماضي القريب إخوانا، لكن العناد وتزايد المشادات الكلامية والهفوات الإعلامية أثرت بشكل كبير على مردود الكثير، إلى أن تجمد النشاط بنسبة كبيرة، إن لم نقل أن كرة السلة دمرت بصفة نهائية ولم نعد نسمع عنها أية إضافة أو جديد له أهمية”.

فريق جمعية سلا لكرة السلة
فريق جمعية سلا لكرة السلة

تذمر

يرى عبد الحق بيهات، أنه يصعب  إعادة المنافسة بكل سهولة، ” لأن التذمر النفسي والمادي سواء اللاعبين أو المدربين أو المسيرين، ليس من السهل معالجته وافتتاحه بين عشية  وضحاها،  فلابد من حل كل المشاكل المحيطة بالمجال وإعادة الروح لتلك القاعات التي أصبحت مهجورة ونذكر هنا قاعة ابن ياسين التي كانت نشيطة وعاشت أزهى أيام كرة السلة الوطنية،  وأصبحت الآن مغلقة ومحبوسة عن أي نشاط رياضي أو غيره وأصبحت مثل الأطلال نغني عليها الذكريات  والأبطال، فمتى تعود الحياة للقاعات لتعود فعلا كرة السلة على أعلى مستوى ونترفع على كل الآهات”.

عودة الدفء

 كرة السلة في بلادنا، يجدها بيهات أنها ماتت، ولإحياءها، لا بد من تظافر الجهود وخلق أولا تصالح كبير بين جميع فعاليات اللعبة،  بحضور أناس يحبون هاته الرياضة ويساهمون في الاختلاط الإيجابي وليس الفتنة والفراق وعدم الاتفاق، وأنها الآن في منعطف خطير، وجب التفكير فيما هو إيجابي وتضامن كلي لعودة الدفء لهاته اللعبة الجميلة كرة السلة الأنيقة رياضة المثقفين والأساتذة الكبار،  ومن العار أن نتركها متقوقعة في هذا التراجع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *