اختارت الجريدة الإلكترونية le12.ma ، وحصريا، مناقشة موضوع كرة السلة المغربية مع مجموعة من الصحفيين المتخصصين الذين “بحت” حناجرهم و “جفت” أقلامهم و”ارتخت” أيديهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، من أجل تقديم صورة متكاملة وحقيقية عن رياضة الأساتذة، عبر التاريخ.

 

ضيف اليوم، الصحفي المتميز والمتخصص بقناة الرياضية سابقا و  حاليا بالإذاعة الوطنية صلاح الدين القشيري، يقدم قراءته لواقع رياضة الأساتذة. والبداية من هنا.

 

رشيد الزبوري

 

 

 

سقوط في العبث

 

قال صلاح الدين القشيري ” إن الحديث عن كرة السلة الوطنية حديث ذو شجون وحديث عن رياضة حملت المغرب إلى الألعاب الأولمبية منذ ستينيات القرن الماضي،  وبصمت على مدار عقود عدة، أجيالا من اللاعبين الذين دونوا أسمائهم في السجلات الرياضة الوطنية بامتياز كبير،  ورياضة من هذا الطراز  وبهذه الحمولة التاريخية ما كان لتسقط في براثن العبث الذي تعيشه حاليا، لولا أنها حادت عن طريقها الصحيح بفعل فاعل، بل من أبنائها إن صح  التعبير عندما باتوا يغلبون مصالحهم الشخصية عن مصالح الرياضة، ومن يرتبط بها من لاعبين ومدربين وحكام ومناديب، وغيرهم ممن لهم ارتباط بالمعيش اليومي للعبة”.

 

علاقتي بالباسكيط

 

 

وأضاف “ارتباطي الأول بكرة السلة كان من خلال الممارسة الفعلية مع فريق البريد الرباطي، في تجربة لم يكتب لها النجاح، لكنها كانت كافية للتشرب بعشق الكرة البرتقالية حيث كانت المواصلة عبر الرياضة المدرسية، وخلال مراحل اشتغالي كصحافي كنت دائما ميالا إلى أخبار اللعبة، قبل أن يكون الارتباط الأوثق في عام 2000 من خلال بعض اللقاءات الإعلامية (كنت حينها أشتغل بالصحافة المكتوبة) مع الرئيس السابق نور الدين بنعبد النبي الذي كان يشتغل بحس تواصلي فريد من نوعه، واستطاع أن يضع بأسلوب عمله الميداني لبنة مهمة في التأسيس لانطلاقة جديدة، سأصاحبها لاحقا من منبر التعليق على المباريات عبر قناة الرياضية التي ساهمت بدورها في الإشعاع الكبير الذي عاشته في العقد الأول من الألفية الثالثة بالخصوص”.

 

نقطة التحول

 

ويعتقد صلاح الدين أن  بمنظوره  الخاص، أن نقطة التحول في مسار كرة السلة الوطنية كانت بمجيء محمد دينيا إلى رئاسة الجامعة في نونبر 2010، في سياق لم يكن الرجل يرغب في تولي المهمة، بحسب المقربين منه، وهو ما يؤكد استقالته من المنصب بعد أقل من عام ونصف، ومنذئذ لم يكتب للعبة الاستقرار وعاشت الإشكالات تلو الإشكالات، بل حتى فترة الرئيس مصطفى أوراش التي كان ينظر إليها كفرصة للانعتاق، ما لبث أن عانت هي الأخرى من الصراعات الهامشية التي أججت المشاكل العالقة، وباتت كرة السلة تستوطن ردهات المحاكم عوض التركيز على الشق الرياضي، الذي تأثر بشكل كبير، في وقت تتوفر السلة المغربية،  للأسف على جيل مميز من اللاعبين الذين كان بمقدورهم تحقيق انجازات كبيرة لو توفر لهم الاهتمام الكافي”.

 

 

 الإحباط

 

و جنت كرة السلة الوطنية، يضيف صلاح الدين القشيري، من كل هذه الصراعات التي زج بها إليها زجا، لا شيء سوى الانتكاسات، وضياع جيل من اللاعبين والمدربين والحكام، بل عندما ننظر إلى أرشيف مباريات البطولة قبل عشر سنوات فقط يصاب محب هذه الرياضة الجميلة بالإحباط، فأين هم الجماهير التي ملأت القاعات في كل المدن المغربية؟ أين هم المستشهرون الذي كانوا يرون في كرة السلة الرياضة القادرة على منافسة القاعدة الجماهيرية لكرة القدم؟ أين هي الفرق التي كان تجلب أجود اللاعبين الدوليين لتعزيز صفوفها؟ أين هي الدوريات الدولية التي نظمت بسلا والدار البيضاء والحسيمة وغيرها من المدن؟ أين هو الاهتمام بالفئات الصغرى؟  أسئلة كثيرة تتناسل دون إجابات شافية للأسف ودون أفق واضح في المستقبل القريب.

 

“حنا قلال ما فينا ما يتقسم”

 

ويختم ضيفنا كلامه قائلا ” إن أسرة كرة السلة الوطنية تنطبق عليها كلمات أغنية ناس الغيوان “يا صاح” عندما يقولون “حنا قلال ما فينا ما يتقسم”، فالتفرقة والشتات والبحث عن عيوب الآخرين لن يجدي في إيجاد الحلول، والتوحد على برنامج مشترك والابتعاد عن تتبع هفوات الآخرين هو نقطة البداية لجمع شمل هذه الرياضة التي تضم في ثناياها طاقات كبيرة تبدو لي قادرة على استعادة إشعاع رياضة أحببتها كما أحبها العديدون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *