يكشف زملاء صحفيون رياضيون، من خلال هاته الحلقات التي تنشرها الجريدة الالكترونية le12.ma عن حكايات وطرائف، عاشوا تفاصيلها المرعبة أحيانا، والمثيرة للضحك في أحايين أخرى. وهم يركبون مخاطر تجولهم في مجاهيل الأدغال الإفريقية، لتأمين نقل أخبار المنتخبات الوطنية، والأندية المغربية المشاركة في المناسبات القارية

 من ملاحقات البوليس السري، إلى مطاردات بائعات الهوى، ومن الاعتقال التعسفي، إلى السقوط ضحايا نصب ونشل احترافي، ومن مغامرات اقتحام ملاعب دول تحت رحمة الحروب، إلى ركوب مخاطر طقوس مجتمعات إفريقيا الجنوب.. يحكي الزملاء، عبد الحق الشراط، وعبد الحق بيهات، وحسن البصري، وجلول التويجر،عبر هذه الحلقات، حكايات وحكايات، تستحق أن تروى

 والبداية مع عبد الحق الشراط، واحد من أبزر المعلقين الرياضيين المغاربة و العرب، الذي يتمتع بإحترام قواعد واسعة من الجماهير المغربية والعربية، و أحد الصحفيين الأكثر تغطية  للمنافسات القارية بالقارة السمراء، التي يعتبر الداخل إلى أدغالها مفقود والخارج من مجاهيلها مولود.

 

 بداية كم عدد النهائيات الإفريقية التي عملت على تغطيتها؟.

 في الحقيقة، منذ التحاقي كخريج للمعهد العالي للصحافة والاتصال، بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، عملت كصحفي بمصلحة الرياضية، قطاع التلفزة، على تغطية سبعة نهائيات لكؤوس الأمم الإفريقية”الكان”، فضلا عن العشرات من المباريات الاقصائية، بإفريقيا جنوب الصحراء، سواء تلك التي شاركت فيها المنتخبات الوطنية لكرة القدم، أو الأندية الوطنية، كالرجاء، والوداد البيضاويين، أو فريق الجيش الملكي، أو الفتح الرباطي، وغيرهم من الفرق المغربية، وهي تغطيات خلفت حكايات وطرائف ستحق الذكر.

 لنبدأ إذن، بأول مهمة رسمية لك بإفريقيا جنوب الصحراء، أين كانت وماذا جرى؟.

 أذكر، أن أول مهمة تكلفت بها خارج المملكة، كانت عام 1997، والمناسبة تغطية مباراة  المنتخب الوطني، أمام منتخب غنيا كوناكري، والتي برمجت بمدينة تشبه مدينة جرادة المغربية، وفي ملعب صغير وبحضور جمهور غفير، وعند مغادرة الملعب فوجئت، بفقدان حقيبة نقودي، والتي كانت تضم جميع وثائقي ومصروفي ماعدا جواز السفر، فعلمت أنني تعرضت لعملية نشل محترفة.

 قبل هذه الرحلة كانت لك واقعة غريبة ربما بتونس؟.

 صحيح، بينما كنت مشاركا في دورة تكوينية خاصة بالمعلقين العرب، احتضنتها تونس، على عهد نظام زين العابدين بنعلي، سيتصل بي هاتفيا من الرباط، الزميل سعيد زدوق، وهو رئيس مصلحة الرياضة بالتلفزة المغربية، طالبا مني التوجه إلى مدينة سوسة، حيث ستجري مباراة الجيش الملكي، أمام فريق نجم الساحل التونسي، برسم ذهاب نهائي كأس الكؤوس الإفريقية، وبينما كنت أقوم بواجبي المهني، على المباشر، في نقل أطوار هذه المباراة التي عرفت مجزرة تحكيمية لفائدة نجم الساحل، تلقيت لكمة قوية على قفاي، مجهولة المصدر، لم أقم بأي رد فعل علما أنني وسط شخصيات كبيرة في المنصة الشرفية، وحافظت على هدوئي حتى نهاية المباراة، وتوجهت لإبلاغ الأمن، لكن دون جدوى.

 نهائيات كاس إفريقيا بمالي عام 2000 ستشهد ملاسنة بينك وبين عيسى حياتو. ماذا حصل؟.

أجل، أجل، بينما، كنت بقصر المؤتمرات بمدينة باماكو، عاصمة مالي، لتسلم بادج تغطية النهائي الإفريقي، كان  المكان، يحتضن اجتماعا لرئيس الاتحاد الإفريقي، عيسى حياتو، بحضور عدد من رؤوساء الاتحادات العالمية، منهم  جوزيف بلاتير رئيس الفيفا سابقا، فانتهزت الفرصة للتقدم إليه بسؤال حول دعم الاتحاد الإفريقي، لترشح المغرب لاحتضان كاس العالم 2006 فاستشاط غضبا، والكاميرا تسجل دون أن يدري ما تفوه به، وبعد 15 سنة، على الواقعة، تأكد للعالم فضائح التصويت لاحتضان ألمانيا نهائي كاس العالم، على حساب المغرب.

 عام 2004 ستقوم بتغطية مباراة ذهاب بين المنتخب الوطني، ومنتخب السراليون في بلد يعيش حالة حرب.. ماذا تذكر من هذه الرحلة؟.

 بالفعل، لقد انطلقت رحلة المنتخب الوطني، مع اقصائيات كأس الأمم الإفريقية 2004، بمواجهة منتخب سيراليون، كبلد خرج للتو من حالة الحرب الأهلية، لقد كان الرعب في كل مكان، وذبابات القباعات الزرق منتشرة في مختلف شوارع العاصمة، والمرافق تحت حماية رشاشات الجيوش الدولية، كانت مدينة كبتاون، شبه مدمرة… نزلنا بفندق مطل على البحر، ولما كنت في البهو أتابع التلفاز، فوجئت بنزلاء يغادرون أسِرتهم مهرولين، والسبب هو اقتحام بائعة هوى عبر النافذة، لغرفتهم ليلا، فجرى احتواء الوضع.

الشراط وسط معجبيه
الشراط وسط معجبيه

هل سيطر عليك الخوف في نقل المباراة؟.

 تفاديا لكل ما لا يحمد عقباه، وفي ظل أجواء الحرب والدمار، التي كانت عليها المدينة ومحيط الملعب، عملت على توزيع بضعة دولارات على مساعد تقني محلي لإنجاح مهمتي الإعلامية، ونفس الشيء كان مع بعض مفتولي العضلات، والغرض هو ضمان محيط آمان يوفر لي الحماية الجسدية كذلك.

 كيف كان حال عناصر المنتخب الوطني؟

 على الرغم من تلك الأجواء المرعبة، وعلى الرغم من كون غالبية عناصر الفريق الوطني من المحترفين الملتحقين الجدد، فإنهم كانت لديهم عزيمة وإدارة قوية للتغلب على مختلف الصعاب، بما فيها مظاهر الشعوذة التي غطت طقوسها الملعب، الذي دخله المنتخب المغربي، تحت حراسة أمنية مشددة على غرار الحصص التدريبية التي سبقت المباراة الرسمية.

ما حكاية شقيق عيسى حياتو وتتويج الرجاء بالكامرون؟.

 “بالفعل، وفريق الرجاء البيضاوي، يحط الرحال بمدنية كارو الكامرونية، ذات الغالبية المسلمة، لمواجهة فريق القطن المحلي، سنفاجئ بشقيق عيسى حايتو، وهو يعيش امبرطورا في مسقط رأسه ويتحرك وفق طقوس إفريقيا من زمن القرون الخوالي”.

ما حكاية مشعوذ بلدة حياتو في  ليلة القدر؟

في الواقع هو مشعوذ محلي ظل يلاحق لفريق الرجاء، أينما حل وارتحل وإدعائه القيام بأعمال شعوذة لفائدة الفريق المغربي، وعندما توجت الرجاء بلقب وصادف ذلك ليلة القدر، توجه المشعوذ إلى رئيس الفريق وقتها عبد السلام حنات، زاعما، وقوفه إلى جانب كبار العرافين والكهنة وراء التتويج، طمعا في بعض الدولارات”.

 إطلاق النار سيفسد فرحة الفتح بالفوز على فريق نجل القذافي بليبيا، ما ملابسات هذه الواقعة؟.

  عام 2011، وبينما كانت الثورة الليبية في مرحلة مخاض، كان فريق الفتح الرباطي، على موعد مع مباراة رسمية أمام فريق الأهلي الليبي، الذي كان فريق، نجل معمر القذافي، الساعدي القذافي، مباراة لم تمر في أجواء عادية، إذ يكفي القول، انه مع نهاية عمرها القانوني، بفوز الفتح تحت قيادة المدرب الحسين عموتة، بهدفين مقابل لاشيء، حتى سمع ذوي إطلاق نار في إحدى فضاءات ملعب طرابلس الدولي، وللأمانة التاريخية، ففريق الفتح، على الرغم من استضافته في فندق غير مصنف، والتشويش على نوم لاعبيه ليلة المباراة، بإقامة عرس مفبرك، قبالة الفندق، فإنه قدم مباراة تاريخية.

+حوار محمد سليكي من أرشيف المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *