هذه الأيام أثير نقاش في وسائل التواصل الإجتماعي حول إطلاق أسماء مجموعة من الأشخاص من جنسية سعودية على أزقة بتمارة التي يسير مجلسها حزب العدالة والتنمية منذ 2003 وإلى اليوم.

رئيس المجلس لكي يبرئ ساحته قال بأن الأغلبية المسيرة اتفقت على إطلاق هذه الأسماء وهناك محضر بذلك.

حزب من الأغلبية الذي هو الإتحاد الإشتراكي أكد الأمر لكنه أضاف أنهم اتفقوا على إطلاق أسماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأزقة وليس أسماء هؤلاء الأشخاص الذين ليسوا صحابة ولا حتى تابعي التابعين. وأكد ذلك بنسخة من المحضر.

المهم تدخلت العمالة وأرسلت من نزع يافطات الأسماء من جدران الأزقة الكالحة ومريضنا ما عندو باس.

وهكذا أصبحنا بمجرد ما يرد ذكر اسم العربية السعودية يذهب تفكيرنا مباشرة نحو الوهابية وشيوخ السلفية والتكفيريين وغيرهم من الناس المنفوشي اللحي. وفي غمرة ذلك ننسى أن السعودية أنجبت كتابا وصحافيين ومفكرين وروائيين كبار، أهمهم على الإطلاق عبد الرحمان منيف الذي أعيد هذه الأيام قراءة خماسيته “مدن الملح”، والتي توقع فيها بالضبط ما يحدث اليوم في السعودية والشرق الأوسط من نكبات.

عندما تقرأ روايات منيف وخصوصًا شرق المتوسط وأنت داخل الحجر الصحي ببيتك تشعر بأنك محظوظ، لأن الرواية تحكي عن الاعتقال السياسي وأهوال السجون العربية، عبر قصة شاب من شباب الوطن المتحمسين للحرية.

وأنت تسافر عبر صفحات خماسية مدن الملح تكتشف أن عبد الرحمان منيف استشرف مستقبل السعودية والشرق الأوسط قبل عشرين سنة، وتوقع أن لعنة النفط ستلحق الجميع وستعيد الصحراء لأصلها.

رواية من خمسة أجزاء أتمنى أن يطالعها الجميع فهي متوفرة بصيغة PDF على الأنترنيت.

 فالسعودية لم تنجب فقط هؤلاء الموتورين الذين يظهرون في الفضائيات يكفرون العالم بل أنجبت أيضا روائيين أدخلوا الرواية العربية إلى العالمية من بابها الواسع، يستحقون أن يحمل زقاق أو شارع في إحدى مدننا اسم أحدهم.

 

رشيد نيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *