اختارت الجريدة الإلكترونية le12.ma ، وحصريا، مناقشة موضوع كرة السلة المغربية مع مجموعة من الصحفيين المتخصصين الذين “بحت” حناجرهم و “جفت” أقلامهم و”ارتخت” أيديهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، من أجل تقديم صورة متكاملة وحقيقية عن رياضة الأساتذة، عبر التاريخ.

ضيف اليوم، الصحفي المتميز والمتخص عبد اللطيف المتوكل رئيس القسم الرياضي لجريدة رسالة الأمة ورئيس الرابطة المغربية للصحافة الرياضية. والبداية من هنا.

 

رشيد الزبوري

 

 

كرة السلة المغربية أضاعت وقتا كبيرا 

 

 

عبر عبد اللطيف المتوكل، عن أسفه  الشديد لما تعرفه كرة السلة المغربية، وقال” التغيير الوحيد الذي وقع، هو الانزلاق نحو الهاوية، وضياع وقت طويل وثمين، ولم تعد كرة السلة، التي توصف برياضة المثقفين، قادرة على أن تمنحنا الأمل في غد مشرق، ولم تعد قادرة على أن تجعل صوت العقل والحكمة أقوى من الأصوات النشاز”.

وأشار “أن الخسارة بكل تأكيد فادحة، وستكون لها تداعيات سيئة، ستمتد آثارها لسنوات”.

 

جمهور السلة حول وجهته إلى دول أخرى   

 

وأضاف ضيفنا ” لاعبون ومدربون وحكام، وجدوا أنفسهم على الهامش، مواهب ضاعت، وجمهور تسرب إليه اليأس والإحباط، وحول وجهته إلى التلفزيون لمتابعة كرة السلة في إسبانيا وغيرها من البلدان، وهو يتحسر على ما آلت إليه الكرة “البرتقالية” في بلادنا من تدهور.

و قال أيضا ” من الطبيعي في ظل هذه الوضعية البئيسة، أن يغيب حضورها على الساحة الإعلامية، ويصبح مقترنا فقط بالمشاكل والصراعات وحروب المواقع”.

 

السلة المغربية كانت حافلة بالعطاء

 

 

وعاد المتوكل إلى الماضي قائلا ” كانت كرة السلة، حافلة بالعطاء والحماس، رغم محدودية الإمكانيات والتجهيزات، لأن الشغف والغيرة والتضحية أحاسيس وأمور كانت حاضرة بقوة لدى المسير وباقي المكونات، فهناك مسيرون ورؤساء وإداريون تركوا بصماتهم في كرة السلة الوطنية في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، نتذكرهم باعتزاز”.

ولكن يوضح المتوكل:” يمكن القول إن المرحلة التي تولى فيها السيد نور الدين بنعبد النبي رئاسة الجامعة، تعد المرحلة الأفضل، لأنها ارتبطت بتحول نوعي وبارز، بناء على رؤية طموحة ومخطط عقلاني راهن على النقل التلفزيوني للتعريف بالمنتوج الرياضي واستقطاب مستشهرين، ومنح الفرصة للأندية لتنويع مصادر الدخل والتمويل، وهو ما جعل الأندية تتنافس في ما بينها بقوة، حتى إنه كانت سباقة في توقيع عقود مع لاعبين بأجور مغرية وكبيرة، لم تكن سائدة آنذاك في كرة القدم”.

 

 

إلى نقطة الصفر

 

 

ومضى المتوكل قائلا: “واقع التشرذم والصراعات والمصالح الضيقة، أعاد كل شيء إلى نقطة الصفر، وهو الذي فتح الباب أمام تدويل الصراع، مما أجبر الاتحاد الدولي لكرة السلة على التدخل ومتابعة ما يجري ويدور، وهذا الوضع انعكس بشكل سلبي على عمل اللجان المؤقتة، لأنه في الوقت الذي كان على مكونات كرة السلة أن تستحضر المصلحة العامة، وأن توحد الكلمة للتوافق على خارطة الطريق، لتصحيح المسار، استمرت في لعبة شد الحبل، وعندما يكون هذا المشهد سيد الموقف، يؤثر سلبا على عمل اللجان المؤقتة، ويجعلها أقرب من الوقوع في الأخطاء والتجاوزات، فيضيع الوقت والمال في مقاربات تحمل بداخلها بذور الفشل
لقد شاهد الجميع يضيف المتوكل، كيف “فر” رئيس اللجنة المؤقتة الأولى، الذي لا تربطه أي علاقة بوزارة الشباب والرياضة، ولا بكرة السلة حتى كمتفرج، ومع ذلك تم تعيينه، وقضى في مهمته أكثر من ستة أشهر، عقد خلالها اجتماعات واتخذ فيها خطوات وقرارات، ووضعت رهن إشارته اعتمادات مالية، ليفاجئ الجميع بتقديم استقالته في لقاء صحافي، وكأنه رئيس منتخب، في الوقت الذي كان عليه أن يقدم استقالته للإدارة التي عينته. ثم جاءت لجنة مؤقتة ثانية، وبدأت من الصفر، وكأن اللجنة المؤقتة السابقة والتابعة للإدارة (وزارة الشباب والرياضة)، لم تقم بأي شيء، ولم تترك أي ملفات، فضاع الوقت في مقاربات “سلحفاتية”، وغامضة، زادت الوضع تعقيدا وحكمت على كرة السلة الوطنية بالشلل التام للموسم الثاني على التوالي”.

 

سواد وبياض

 

وسمى المتوكل الوضع الحالي بالمرحلة السوداء امتدت لموسمين، فالبياض عنوان للنصاعة والصفاء والنقاء والبهاء، وقال ” عندما تدخل رياضة أولمبية إلى النفق المسدود لعامين متتاليين، فالوضعية ترقى إلى درجة الفضيحة المدوية، والمسؤولية  تتحملها مكونات هذه الرياضة لأنها فضلت الاستمرار في لعبتها المفضلة على أن توحد الكلمة وتتفق على منهجية واحدة وموحدة في إعادة ترتيب البيت الداخلي”.

 

تداعيات سلبية

 

وأضاف المتوكل، “هذه الوضعية ستكون لها انعكاسات وتداعيات سلبية، على المدى القصير والطويل، الأندية هي المتضرر الأول، لأن توقيف الأنشطة وحالة الجمود انعكسا عليها بشكل كارثي، تنظيميا وإداريا وماليا، ولكي تستعيد الثقة وروح الحماس، ستحتاج لوقت طويل”
 لكن أعود وأكرر يقول المتحدث نفسه:” إن مكونات كرة السلة الوطنية هي التي يجب أن تطوي صفحة الصراعات والسجال العميق والمزايدات الفارغة، والعناد الأعمى، وهي المالكة لمفتاح الحل وتصحيح المسار، ووزارة الشباب والرياضة لا يمكنها إلا أن تقف إلى جانبهم، لفتح صفحة جديدة وإعادة الروح المفقودة”.

 

روح التوافق

 

وختم عبد اللطيف المتوكل حديثه قائلا: ” لا شك في أن روح التوافق، هي المدخل للخروج من هذه الوضعية الاستثنائية والمقلقة والتي لا تشرف رياضة المثقفين، وأعتقد أن من لهم غيرة حقيقية لا يمكن أن يتخلفوا عن نداء الواجب، كما أن المأمول هو أن يستخلص الجميع الدروس مما فات وضاع، ولابد من ربط المسؤولية بالمحاسبة، أيا كانت الجهة التي ستتولى مسؤولية تدبير شؤون الجامعة، سواء تعلق الأمر بلجنة مؤقتة أو بمكتب مديري منتخب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *