كريم شوكري

تتأهب الأسرة التنظيمية لنادي علم الطيور بالقنيطرة لتنظيم فعاليات النسخة الرابعة لمهرجانها الدولي، في الفترة المتراوحة بين 12 و16 دجنبر 2018، وهي المحطة التي من المرتقب أن تشكل امتدادا جدليا لفلسفة المهرجان منذ نشأته في 2015، مع الحرص، حسب مصنفات المهرجان، على تطوير حصيلته وبنياته الاستقبالية أملا في جعله ملتقى مرجعيا في التربية البيئية وإعادة صياغة علاقة الإنسان بالطبيعة.

وقال عادل الدهبي، رئيس النادي، إن ترسيخ هذا المشروع التنظيمي يندرج ضمن مسلسل من الصراع مع ندرة الإمكانات والموارد المالية انطلقت أولى حلقاته في 2015 لتستمر إلى حدود السنة الجارية، وهو المسلسل الذي ظل مرتهنا لإكراهات لا حصر لها تمثلت أساسا في ضرورة تأمين الوعاء المالي للمهرجان أملا في تجويد عرضه الأورنيطولوجي كمقدمة لطرق أبواب العالمية.

كما وضح المتحدث أنه إذا كان خروج فكرة المهرجان عن قاعدة التحدي الذي أطلقته فعاليات النادي، فإن توالي التجارب الميدانية ما لبث يفتح قوس التفكير في تحويل هذا العرس التنظيمي السنوي إلى منصة عالمية للتداول الأورنيطولوجي في ضوء تصور أخذت تنضج معالمه مع استضافة نخبة من الخبراء الدوليين في مجال علم الطيور. إلا أن ضعف التعاطي الإعلامي مع الحدث حتى حدود الدورة الثالثة جعل الهيئة المنظمة تفكر مليا في خلق المزيد من فرص الانفتاح على الرأي العام المحلي والوطني، ثم الدولي.

كما أكد ربان نادي علم الطيور في القنيطرة أن الجهود الحثيثة التي بذلتها الأسرة الصحافية لمحطة “ميدينا إف. إم”، عبر تحدي النقل المباشر لأنشطة الهرجان، ما فتئت تجعل صدى المهرجان يخرج من أروقته الداخلية ليكتسح مساحات الاهتمام الشعبي. إلا أن حجم التحديات والرهانات الماثلة أمام هذه التجربة التنظيمية الفريدة وطنيا وقاريا جعلت هاجس التأسيس لإستراتيجية إعلامية موازية لطموحات الترقي الوطني والدولي يخرج من دائرة التفكير الضيق إلى الترجمة الميدانية أملا في بلوغ الأهداف المسطرة التي حددها الرئيس عادل الذهبي في رفع منسوب الثقافة البيئية لدى الناشئة وتطوير الكفايات العلمية والمهنية لدى المربّين لرفع جودة الإنتاج لديهم في أفق تعزيز مكانتهم وطنيا ودوليا.

وفي السياق ذاته، فإن التوليفة التنظيمية التي تنكشف من خلال برنامج المهرجان في نسخته المقبلة تنبئ بأن هذا الأخير لم يعد مجرد تجمّع لمربي الطيور والدواجن أو على الأرجح فضاء للتداول الأورنيطولوجي النخبوي، بقدر ما أصبح يشكل شرفة مؤسساتية يطل من خلالها طاقم النادي على محيطه الاجتماعي من خلال إطلاق فسيفساء من الأنشطة الرئيسية والموازية، بدءا بتنظيم ورشات في الرسم والبستنة وتدبير النفايات، مع تقديم فقرات ترفيهية للأطفال، فضلا عن نتظيم ندوات موضوعاتية يؤطرها خبراء دوليون في مواضيع متباينة الأهداف والمضامين، مثل علاقة تربية الطيور بصيانة الطبيعة، وانعاكاسات التغيرات المناخية على الطيور المهاجرة، وقس على ذلك محاور أخرى تندرج ضمن تربية الطيور.

وشدد عادل الدهبي في معرض حديثه عن برنامج المهرجان على أن البعد التنافسي يبقى حاضرا ضمن الأجندة التنظيمية للدورة الرابعة، من خلال الحرص على برمجة مباريات للطيور، نظير مسابقة تغريد طائر “المالينوا” تحت إشراف حكم دولي من إيطاليا، ثم مباراتين في تبريز كناري اللون وكناري الشكل يشرف عليهما حكم دولي بلجيكي، علاوة على تبريز طيور الزينة ودجاج الزينة في حضرة المجهر التحكيمي لخبيرين حاملين للشارة الدولية من إسبانيا وهولندا.

وفي أفق تحويل القاموس الأورنيطولوجي إلى مرجع مفتوح في وجه العموم، لم تتوان الجهة المنظمة في برمجة جملة من الحلقيات التواصلية حول الطيور والبيئة الحاضنة لها أيام الجمعة والسبت ثم الأحد، ناهيك عن إطلاق مسابقة في التصوير الفوتوغرافي والفيلم الوثائقي، ثم خرجات دراسية وبيئية تراهن على تثمين الثراء الإيكولوجي والتنوع البيولوجي الذي تزخر به مواقع من عيار مرجة الفوارات، قصبة المهدية، محمية سيدي بوغابة والمرجة الزرقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. فعلا الدورة الرابعة لمهرجان القنيطرة انما هي شرفة من اربع واجهات اينما وليت وجهك تجد نفسك بين احضان الطبيعة بما تحويه من عوالم كلها جمالية وبراءة وصورفاتنة تستقطبك بمعية جوارحك ومشاعرك الى فسيفساء قزحية الالوان تؤطرها جمالية المكان دونما اغفال لاجيال متتالية من شيوخ الولاعة ولاجيال شابة ابلت البلاء الحسن في مسيرتها الولاعية وشغفها اللامتناهي بشتى مصاذر والوان واشكال هذه الولاعة .من هنا يجب ان نستلهم روح الوفاء والتقدير لهذا الجيش العرمرم من الشغوفين بل ومن المصابين بمس هذه الهواية التي كانت وماتزال تشكل اطارا للتعارف ونسج خيوط المحبة والود والاخاء بين الجميع وبالله التوفيق