تأخذكم الجريدة الالكترونية LE12.MA، خلال الشهر الفضيل في رحلة عبر الزمان لأكتشاف تاريخ المغاربة مع الأوبئة والقحوط، وكيف واجه الأجداد الوباء والبلاء، وذلك من خلال كتابات كتاب مغاربة أعادوا كتابة جزء من تاريخنا.  والبداية مع الكاتب المتخصص في تاريخ المغرب الموساوي العجلاوي.

 

الموساوي العجلاوي

 

يتوضح حضور الدولة المغربية في مواجهة الأوبئة على مر العصور، وعلى الخصوص منذ القرن السادس عشر للميلاد، وكما ورد أعلاه من رسالة أحمد المنصور لابنه أبي فارس، تشجيع استعمال الترياق، وهو تركيب دواء لاستعماله ضد الوباء، إضافة إلى النزوع نحو ” الخروج/ الفرار” من مناطق انتشار الوباء، وغالبا ما كان أعيان المخزن يخرجون إلى بوادي المدن، علما أن ” الفرار” من الداء وقع عليه فراق في الرأي بين الفقهاء، من يحل الهروب منه، ومن يقر بقدرية مواجهته.

عمل المخزن أيضا على منع تسرب الأوبئة إلى المغرب. وقاوم المخزن المغربي أيضا ضغوطات الدول الأجنبية من أجل فرض قوانين اعتبرها المخزن ضارة بالناس.

فقد شن الأوربيون سياسة فرض الحجر الصحي في الموانئ للسفن القادمة من البلدان الموبوءة، وهكذا تم فرض ” الخونطة أو الكورنطينة”، التي عظم نفوذها في المغرب ابتداءا من 1802م.

الموساوي العجلاوي يكتب:الأوبئة في تاريخ المغرب.رسالة المنصور السعدي إلى خليفته على مراكش(الحلقة3)

وشكلت هذه المواضيع محور عدد من الرسائل السلطانية ومراسلات القناصل بالمغرب في القرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر للميلاد، خاصة في عهد سيدي محمد بن عبد الله ومولاي سليمان ومولاي عبد الرحمان بن هشام ومولاي الحسن الأول.

تحفل الخزانة المغربية بكثير من الرسائل حول ” الحجر الصحي”. في عهد السلطان محمد بن عبد الرحمان، فقد تم اختيار جزيرة الصويرة محجرا صحيا للـ”حجاج الموبوئين” 1283هـ/ 1856م، كما تم منع استيراد الملابس القديمة إلى الموانئ المغربية خفية حملها لجراثيم وبائية (رسالة السلطان عبد الرحمان بن هشام 1244 هجرية/ 1828م).

 كما تحفل الخزائن المغربية برسائل القناصل الأوربيين حول علاقات دولهم بالمغرب إبان زمن الأوبئة. بعض الدول قطعت علاقاتها مع المغرب خلال فترة انتشار الأوبئة، خاصة بعد تسرب وباء الطاعون من الجزائر في العام 1793م، فوقع حجر صحي على القادمين من الجزائر، ثم فرضت منع التنقل عبر الحدود البرية.

 

 الكاتب في سطور

د. الموساوي العجلاوي، أستاذ سابق بمعهد للدراسات الأفريقية جامعة محمد الخامس بالرباط. حاليا باحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات (AMES Center) الرباط. مجال البحث التاريخ الراهن والدراسات الجيوسياسية لمجال الساحل والصحراء، متخصص في القضايا الأفريقية، وخبير دولي ومحلل سياسي لدى مؤسسات وطنية ودولية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *