لدي مشاعر خاصة هذه الليلة( ليلة. إعلان النصر المغربي)، فعمري من عمر الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، القضية التي رسمت جزءا من وعيي السياسي على مدار سنوات.

أتذكر هنا معارك كثيرة مع خصوم الوحدة الترابية لبلادنا في هانوي، الجزائر، دمشق، كركاس،بكين، جوهانسبورغ، برشلونة، بروكسيل، القاهرة…

هذه المعارك كانت قوية وقاسية خاصة عندما يكون مطلوباً منك الحديث بصدق وبحسن نية مع أطراف تعرف الحقيقة لكنها تمعن في المناقشة بسوء نية.

إكتشفنا أن هذا هو الثمن الذي ندفعه لأن الجزائر بكثير من الحقد والضغينة وبعوامل نفسية، حولت نزاع إقليمي كان يمكن تطويقه بكثير من الحكمة والقراءة المنتجة في التاريخ والمستقبل المشترك، إلى نزاع دولي مفتوح أمام صراع النفوذ بين الدول الكبرى.

لذلك عانينا في زمن الحرب الباردة، بل أيضا وعلى مدى فترات طويلة ما بعد الحرب الباردة حتى من إبتزاز بعض أصدقاء للمغرب ممن وجدوا منطقة الراحة في المواقف الرمادية.

ولعل أصعب ما واجهته شخصياً، هو تلك الإزدواجية في المواقف في الكواليس مع المغرب وفي العلن ذلك الحياد البارد.

اليوم يطوي المغرب صفحة من تاريخه الطويل.

هذا البلد العظيم الذي تكالبت عليه القوى الاستعمارية وعقدت لأجل تمزيقه وتفتيته مؤتمرات واتفاقيات، ها هو اليوم يتسعيد عافيته.

ورغم الجراح، ها هو ملك البلاد وبعد دقائق فقط من إعتماد مجلس الأمن قراره لصالح المغرب بإعتبار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو مجال التفاوض، يواصل الحديث بنفس ينتصر للمستقبل ويعيد مد اليد إلى الجزائر ليس فقط من زاوية أن الجغرافية قدر، ولكن بإيمان حقيقي أن المستقبل يبنيه الشجعان وأن شعوب المنطقة قدرها أن تعيش بشكل مشترك وأن تستثمر مواردها وإمكانيتها بشكل مشترك وأن تجعل من التكامل والتعاون سلاحا لمواجهة مشاريع التفتيت والتمزيق.

الخطاب الملكي أيضا وجه نداء لإخواننا في المخيمات للالتحاق بأرض الوطن وأنه لا مجال للتمييز بين ساكنة المخيمات وباقي المغاربة داخل الوطن.

وهنا لابد أذكر بأن ساكنة المخيمات ممن تم استعمالهم كدروع بشرية وتم تعريضهم منذ نصف قرن لظروف عيش قاسية وتم حرمانهم من أطفالهم ممن تعرضوا لغسل دماغ أيديولوجي في كوبا والجزائر وغيرها.

هم وأسرهم داخل الوطن من أبرز ضحايا هذا النزاع المفتعل، حيث تم تقسيم العائلات وفصل الأبناء عن أمهاتهم وأبائهم.

المغرب منذ أن قدم مقترح الحكم الذاتي سنة 2007 كان يقدم حلاً لحفظ ماء وجه الجميع، ومنذ البداية لم يكن يبحث عن إنتصار بل فقط اقناع المجتمع الدولي بصواب موقفه وبسيادته على الصحراء وهو ما تم اليوم.

رحم الله شهداء الواجب الوطني

*عادل بنحمزة -كاتب/ سياسي

marche verte 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *