مواكبة le12

 قبل أن يربح معركة دفاعه عنه أمام وزارة الصحة الفرنسية في معالجة المصابين بفيروس كورونا، وإصدار حكومة باريس أمس الخميس، مرسوما تمنع بموجبه تصديره إلى الخارج، تساءلت صحيفة ليبراسيون الفرنسية. هل دواء “كلوروكين”: أملٌ أم سرابٌ ؟.

هكذا تساءلت صحيفة ليبراسيون الفرنسية بالخط العريض في صفحتها الأولى التي تصدرتها صورة البروفسور الفرنسي، ديديه راؤول، مدير المعهد المتوسطي لمكافحة الأمراض المعدية في مدينة مرسيليا الساحلية الفرنسية الذي بات اليوم حديث الكل في فرنسا والعالم بعد كشفه عن علاجه لعدد من الأشخاص المصابين بفيروس كرورونا عن طريق “كلوروكين” الذي يستعمل منذ وقت طويل ضد الملاريا.

 لكن تجارب عالم الجرثوميات ، هذا الشهر، تبدو حتى الآن محل جدل كبيرا داخل الأوساط الطبية في فرنسا وخارجها بحيث أحدثت حالة من الانقسام بين مؤيد لاستعمال الدواء ومعارض لذلك.

الدكتورة العَّلوة: لهذا نواجه “كورونا” بدواء “الكلوروكين”

وأصبح منذ إعلانه عن هذا الاكتشاف، الرجل الأكثر شهرة في فرنسا والعالم؛ تسلط عليه جميع الأضواء، ويتصدر أغلفة المجلات والصحف؛ ما عدا وزارة الصحة الفرنسية، التي أبدت بعض التوجس في اعتماد اكتشافه، وهو ما أزعج الطبيب الفرنسي، الذي قال في حوار أجرته معه صحيفة “لوباريزيان”.

“كل يوم، يتصل بي الأطباء من جميع أنحاء العالم، يسألوني عن طرق العلاج بهذا العقار.. في المستشفى العمومي في لندن، اتصل بي هاتفيا، طبيبان يعتبران الأكثر تخصصا في العالم أحدهما في الأمراض المعدية والآخر في المضادات الحيوية، طلبا مني معلومات بخصوص العلاج، وكيفيات تطبيقه. وحتى الرئيس الامريكي ترامب، كتب تغريدة مرحبا فيها بنتائج أبحاثنا، ما عدا هذا البلد (يقصد فرنسا)، الذي لا يقدر قيمتي.. ليس لأننا لا نسكن باريس، لا نعرف العلوم.. وكأن هذا البلد أصبح فرساي القرن الثامن عشر”.

الدكتور ديديه راؤول يبدو متأكدا من نفسه : “أنا مقتنع، أنه في نهاية المطاف، سيستخدم الجميع هذا الدواء؛ فقط مسألة وقت”.

 وعن المضاعفات الجانبية التي يمكن أن يسببها هذا الدواء، حسب الاخصائيين، يجيب الطبيب ديديه راؤول غاضبا: “ما يقولونه مجرد هذيان، هؤلاء الأشخاص لم يفتحوا كتابًا طبيًا منذ سنوات. لقد تناول هذا الدواء أكثر من مليار شخص في العالم، والأشخاص الذين يعانون من الأمراض الجلدية يتناولونه منذ عقود… أعرف هذه الأدوية جيدًا، لقد عالجت 4000 شخص لمدة 20 عامًا. لست أنا الغريب الأطوار، كما يدعون، بل هم الجهلة…”

في فرنسا الجميع يعترف بكفاءته العلمية، من خلال خبرته الميدانية الطويلة وأبحاثه العلمية المرموقة، ومؤلفاته العلمية؛ ولكن الجميع يشكك في أمره، ربما لأنه شخص معتد بنفسه أكثر من اللازم، ساخط على الجميع، أو ربما لأن مظهره غريب نوعا ما، في لباسه، في شعره الطويل، الساعة الحمراء التي يحملها، وكذلك الخاتم الذي يضعه على أصبعه الصغير على شكل جمجمة ..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *