حاورها: هشام الضوو

ماهو موقفكم من قرار سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بتأجيل جميع الترقيات وإلغاء مباريات التوظيف في المغرب؟

هذا القرار يجب التراجع عنه بسرعة، لأننا نرى حاليا، في الدول التي تُعاني من أزمة وباء “كورونا”، حكومتها المسؤولة اتخذت قرارت إيجابية، بشأن الشغيلة “كلشي غادي ياخد الترقيات دياولهم”، من أجل الانخراط في المجهود الوطني لمواجهة الوباء (…) ونحن نعلم، جيدا، الدور الذي تقوم به شريحة واسعة من الأستاذات والأساتذة، الذين هم، اليوم، مطالبين بمواصلة تلقين الدروس للتلاميذ عبر الانترنيت، وغالبا بامكانياتهم المادية.. هذا خطأ من الأخطاء التي تقوم به الحكومة.. “هاد الناس مكيفكروش، وفيهم شي شوية ديال التسرع”، ويفكرون، أيضا، بأن الأموال التي سنحتاجها لا محالة سيجدونها في جيوب الأجراء والموظفين الصغار (…) هذا الأمر لا يمكن قبوله، لأننا بحاجة إلى دعم هذه الفئة التي تشتغل رغم الوباء (أستاذة، أطباء…إلخ)، وكما قلت هذا القرار ينبغي التراجع عنه، لأنه ليس قرارا سليما، وأن البحث عن امكانيات مادية يجب البحث عنها في المكان الذي توجد فيه. هذا القرار، مرة أخرى أؤكد أنه قرار مخزي وسيضيع علينا فرصة إعادة بناء الثقة واحترام المواطنين، نحن، حاليا، نسعى إلى بناء المواطنة الكاملة، أي بمعنى “لا تأخذ لي حقي” (…) اليوم، هناك استياء كبير وعارم يشير إلى أن الحكومة تخبط خبط عشواء، لا تفكر بجدية ولا تجتهد، في الاتجاه الصحيح، وكما عهدناها قبل أزمة الوباء تضرب المكتسبات وهاهي اليوم تواصل ضرب مكتسبات الشغيلة، “وهادشي غير مقبول ويُؤسف له، ولو لم تكن ظروف أخرى في المغرب من غير كورونا، كان الوضع سيعرف احتجاجات ومسيرات شعبية في الشارع”.

طيب، عوض اقتراح التراجع الفوري عن قرار تأجيل جميع الترقيات وإلغاء مباريات التوظيف في المغرب؟، ماذا تقترحين، أيضا، على الحكومة فعله في هذه الظرفية بخصوص الطبقة الشغيلة؟

هناك الكثير من الحلول والمقترحات، وهنا، أود أن أحيلكم على مقال للأستاذ نجيب أقصبي، الذي يؤكد فيه أن هناك امكانية للإطلاع على لائحة الأشخاص المسجلين في نظام “راميد”، والذين يعانون من الهشاشة، والذين حرموا من العمل بسبب وباء “كورونا”، يجب تقديم لهم مساعدة في هذه الظرفية، أي يجب التفكير في دعم وطني لهاته الفئات إلى حين تجاوز الأزمة، وكذلك إيجاد الإمكانيات المادية، “أنا كنقول ليك راه ماشي في جيوب الطبقة المتوسطة التي تم تفقيرها، ينبغي علينا البحث عنها في جهات أخرى”، وعلى سبيل المثال هناك صندوق الدعم فيه أكثر من مليارين درهم، (ماعرفناش فينا هو)، والصندوق الأخير الخاص بتدبير وباء “كورونا”، ينبغي عليه أن يهتم بالفئات المحتاجة وجانب منه للمستشفيات بما يليق بها، ثم فتح وبشكل استعجالي كل المستشفيات الإقليمية التي تنتظر فقط التدشين.. (كاينة حلول ويتشاورا معانا إلى ماعرفوا مايديرو”. فقط هم يواصلون السير في نفس الاختيارات التي أدت إلى الكارثة الاجتماعية والاقتصادية في بلادنا.

كيف تتابع نبيل منيب آخر مستجدات وباء كورونا على المستوى المحلي والعالمي؟

أتابع كيف تسير الأمور من أجل الاستفادة نحن كشعب (…) الاستفادة من تجارب البلدان التي أصيبت بهذا الفيروس قبلنا “باش مانطيحوش فنفس الأخطاء لي طاحوا فيها”، ثم أود أن أشير إلى أمر هام، هناك قرارات استباقية اتخذها الحكومة مشكورة عليها، ولكن، لم تفكر في هذا الشعب الكبير وفي هاته الفئات الواسعة المهمشة “اللي ماعندهاش حتى باش تعيش”، اليوم راها خارجة ونراها في أسواق متنقلة، والوباء سينتشر، وصعب عليهم احترام الحجر الصحي.. لهذا أقول إن هناك أخطاء ستكون لها تبعات وخيمة لأنه لسنا أمام حكومة التي استوعبت اللحظة.

نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *