Le12.ma – رشيد الزبوري 

كان النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أول من اقترح الحجر الصحى والنظافة الشخصية فى حالات انتشار الوباء، قبل 1400 سنة، حيت قال الرسول صلى الله عليه وسلم ما معناه أنه إذا ما سمعتم بانتشار الطاعون بأرض ما لا تدخلوها، أما إذا انتشر الطاعون فى مكان خلال تواجدك فيه فلا تغادر هذا المكان، ودعوته إلى إبقاء المصابين بأمراض معدية بعيدا عن الآخرين الأصحاء.

بعد ذلك، عرفت دمشق السورية،  تطبيق العزل الصحي، في عهد الخليفة الأموي السادس الوليد بن عبد الملك، سنة 715، جعله يبني أول مستشفى “بيمارستان” في دمشق وأصدر أمرا بعزل المصابين بالجذام وتجنب اختلاطهم ببقية المرضى في المستشفى، واستمرت ممارسة الحجر الصحي  للجذام في المستشفيات العامة بالعالم الإسلامي لقرون.

ويعود الحجر الصحي، في أوروبا،  للقرن 14 في مدينة البندقية الإيطالية، واشتق من كلمة تعني أربعين يوما وهي الفترة التي طلب فيها عزل ركاب السفن في جزر قريبة لمعرفة إذا ما كان لديهم أعراض الطاعون، قبل أن يسمح لهم بالوصول لشواطئ المدن أثناء الوباء أو الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347 و1352 ليقضي على قرابة 30% من سكان القارة، أي قرابة عشرين مليون إنسان، في الحجر الصحي.

وتعرف مدة الحجر هي 40 يوما ومنها اشتقت الكلمة الفرنسية للحجر، “كارانتين” نسبة إلى “كارانت” وهو الرقم 40 باللغة الفرنسية.

وعرف القرن التاسع عشر، إرسال 30 ألف جندى لإغلاق الحدود مع إسبانيا، بهدف وقف امتداد وباء الحمى الصفراء، و عرف العزل الطوعي “الشهير” في عام 1665 لقرية إيام في إنجلترا، بعد ظهور إصابة بالطاعون، بهدف تفادي انتقال العدوى إلى باقي المنطقة، وفي جنوب شرق فرنسا، رفع “جدار الطاعون” على امتداد 27 كلم في فوكلوز الفرنسية من أجل حماية مقاطعة فيناسان من الوباء الذي كان يفتك حينها بمرسيليا وبروفانس.

ففي يناير 1892 تفشى وباء حمى التيفوس القاتلة بين المهاجرين الروس الذين استوطنوا الجانب الشرقي من مدينة نيويورك وقامت وزارة الصحة المحلية بتجميعهم بمناطق حجر صحي.

وفي عام 1900، استجابت سلطات سان فرانسيسكو لوباء “الطاعون الدبلي” عن طريق تطبيق “الحجر الصحي” على المباني في الحي الصيني الذي يشغله المهاجرون الصينيون في الغالب.

وسجلت حالات عدة للحجر الصحى في التاريخ، بسبب الأوبئة التي ضربت العالم مثل الكوليرا والطاعون والأنفلونزا الإسبانية، منذ العصور الوسطى وإلى الآن، ومع تفشى كورونا الآن أصبح هذا الإجراء من بين الممارسات الأكثر فعالية في الحد من انتشار الجائحة العالمية كما صنفته منظمة الصحة العالمية.

كما دمرت أوبئة “الحمى الصفراء” المجتمعات الحضرية في أميركا الشمالية طوال أواخر القرن 18 والقرن 19، ومن أشهر الأمثلة انتشار وباء الحمى الصفراء 1793 في فيلادلفيا، وتفشي المرض في جورجيا (1856) وفلوريدا (1888)، ليدخل الجميع في حجز صحي.

واستمر وباء الكوليرا والجدري طوال القرن 19، إذ اعتمدت حكومات الولايات عمومًا على الحجر الصحي، إجراء إداريا واحترازيا للسيطرة على حركة الناس داخل وخارج المجتمعات المصابة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *