حاوره: مصطفى قسيوي

إلى أي حد استبعد لقاء الإتحاد بالأحرار سعي البيجيدي إلى الإلتحاق بأحزاب الكتلة الديمقراطية ؟.

أعتقد أن مسألة التحاق العدالة والتنمية  بأحزاب الكتلة لم تكن مطروحة في اللقاء التشاوري الأخير بين الحزبين ولو أنها كانت مطروحة من قبل داخل العدالة والتنمية، لأن أحزاب الكتلة كان لها موقف رافض للتقارب والاندماج في منظومة غير منسجمة إيديولوجيا وخاصة حزب الإتحاد الاشتراكي الذي كان ولا يزال يرى في أي تقارب مع العدالة والتنمية نهاية لليسار وللمشروع اليساري التقدمي، لكن لقاء التجمع الوطني للأحرار بالإتحاد الاشتراكي أرى أنه يدخل في إطار التقاطبات والتجادبات السياسية التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية حيث أن الأحرار لديه اليوم رهانات في أفق 2021 وليس أمامه من خيار سوى الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل متمسكا بالكتلة رغم تقارب حليفيه التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال مع البيجيدي.

3 أسئلة لـ الشرقاوي: لقاء البيجيدي بالاستقلال حركة بهلوانية ميسئة للسياسة

هل هذا يعني أن لقاء الإتحاد والأحرار جاء كرد فعل على لقاء البيجيدي والاستقلال؟.

صحيح كما قلت اللقاء بين الحزبين جاء في سياق التقاطبات الحزبية، فهناك صراعات سياسية كلها موجهة للعدالة والتنمية والهدف منها لجم هذا الحزب الذي سيجد نفسه معزولا رغم أن حزب الاستقلال يبقى الأقرب إليه بعد نهاية مرحلة حميد شباط ومجيء نزار بركة، وهنا تأتي أجندة حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يراهن على الفوز بحكومة 2021.

ألا يعبر هذا المشهد عن أزمة صامتة بين مكونات الأغلبية رغم السعي المتتالي لرئيس الحكومة لنفي الحقيقة ؟.

أزمة التحالف الحكومي كانت قائمة منذ عهد حكومة بنكيران، إذ لم يكن هناك انسجام  بين مكونات الأغلبية الحكومية لا من الناحية السياسية ولا والإيديولوجية  وكانت كل الأحزاب تضع سلة العنب في سلة العدالة والتنمية، وكانت هاته الأحزاب المشاركة في التحالف الحكومي ترى أنها متضررة لأن الأنظار كلها موجهة للعدالة والتنمية واستمر الوضع حتى مع مجيء حكومة سعد الدين العثماني، حيث بدا أكثر عدم الانصياع لقرارات الأغلبية ولرئيس الحكومة، في ظل تدافع إنتخابي سابق لأوانه، وكل الأحزاب أصبحت تريد كيف يمكن لها أن تحقق نصرا انتخابيا على حساب تراجع العدالة والتنمية.

+مفكر مغربي

هل تخلى الاستقلال عن معارضة الحكومة؟ قراءة أولية في اللقاء التشاوري بين قادة “لامبة” و”الميزان”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *