محمد سليكي /هشام الشواش

حصر بنطازوط دموع “الحكرة”، و هو يعانق، الناس، كل الناس، قبل أن يستعيد الأنفاس، ويخر ساجدا حمداً لملك الناس في مشهد أذهل من حضر وأبكى من سئل..

وقف الرجل، ينظر الى الآفاق، هناك، حيث لاسيتي، وطريق المهدية، وكورنيش وادي سبو، وكلها أمنكة وفضاءات، كانت له معها ذكريات الشاب،  زمن عشقه الأبدي لنادي “كاك بوكس”.

استعجل بنطازوط، مغادرة محيط “حبس سنطرال”، كهارب من سنوات الضياع، وركب سيارة “بارطنير”، منطلقا دون أن يدير وجه الى باب السجن، ليتوجه وسط كوكبة من السيارات نحو “الخبازات”.. القلب التجاري النابض لمدينته القنيطرة..

اخترق موكب أصدقاء بنطازوط، الزنقة 36 ، حيث محل تجاري لوالده، وجيرانه وأصدقاء الصبا..

وقف الرجل، ينظر الى المكان، بنظارات شريط الماضي القريب، متذكرا الشخوص والأمكنة، والناس يتداولون عليه لتقديم واجب التهاني، بينما عين بنطازوط تنظر الى هناك، هناك، حيث الزقاق، المؤدي إلى مقر سكن “ابوه الروحي”، مدرب الأجيال، البطل الأسطوري، في الملاكمة، محمد الصويفي..

غادر الموكب، الزنقة 36، وتوجه إلى حي “لابيطا” الشعبي في منطقة الساكنية، مرورا بشارع المسيرة الخضراء، حيث توجد “دار الشباب رحال المسكيني”، الشاهدة على تاريخه الرياضي، في ممارسة الفن النبيل.(العربي الدكالي، منير محروش، عبد الإله الطويل، محمد الحمزاوي، محمد حنكوط، مومن.. واخرون).

وصل الموكب، الى “دار بنطازوط”، هكذا ينعثها الجيران، واستقبل “سي محمد”، بالتمر والحليب، وكذلك بالبكاء والنحيب..

ظل بنطازوط، يستقبل الإعلام والزوار، وهو مقيد”اليدين والقدمين”، من طلوع الشمس، الى مغيبها، ليستأذن الالتحاق بنزانته، التي شيدت فوق سطح منزل أبويه، بنفس مواصفات زنزانته في “حبس سنطرال”..قائلا بحسرة:”خرجت من زنزانة ودخلت أخرى..لن أغادرها حتى يعاد التحقيق في قضيتي و أنال براءتي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *