هشام الضوو ــ الجديدة

 

مع توالي انسحاب المرشحين من سباق رئاسة الأمانة العامة لحزب “الأصالة والمعاصر”، حتى بدأت الأمور تتضح أكثر فأكثر، بأن الطريق باتت معبدة بشكل واضح لعبد اللطيف وهبي، ليكون أمينا عاما للحزب خلفا لحكيم بن شماش.. المؤتمر الرابع لحزب “البام”، والذي اتسم، حسب قيادات الحزب، بـ”الخروقات، والتجاوزات، كان حافلا بمفاجآت كثيرة خاصة على مستوى “حسم الأمانة العامة”، كما أنه شهد منذ بداية الجمعة الماضي أحداثا متسارعة كادت أن تعصف به وينتهي دون أي نتيجة.

بلفقيه ينزل من “التراكتور”

الساعة تشير إلى الثانية والربع بعد الزوال، سمير بلفقيه، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، يقدم تصريحات لوسائل الإعلام، أمام موقف السيارات، كان مرتبكا شيئا ما، فالرجل كان يطرح فكرة ثم ينفيها في الوقت، ذاته، حينما قال: “أؤكد انسحابي الرسمي من المؤتمر الرابع للحزب الذي لم تتوفر فيه الشروط الدنيا للتنافس الديموقراطي الشريف وهو ما تؤكده ظروف الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ومن جهة أخرى فإنني أوكد أنني لم انسحب ولن انسحب من التنافس حول منصب الأمين العام إذا توفرت أبجديات التنافس الديموقراطي”. حاولنا اللحاق به من أجل التوضيح أكثر عن الأسباب الحقيقية وراء انسحابه، لكنه أجابنا بالجواب نفسه.

التايب تلتحق بركب المنسحبين

بعد إعلان بلفقيه انسحابه، تم تنويه وسائل الإعلام إلى أن المرشحين الآخرين سيقدمون تصاريحهم في إحدى القاعات، العلوية، وهي “حيلة” كما وصفت من طرف بعض الزملاء، الغرض منها عزل الصحافة عما يجري بالقاعة الكبرى التي شهدت انتخاب فاطمة الزهراء المنصوري، وعبد اللطيف وهبي، بعيدا عن رقابة السلطة الرابعة.
 بعد حوالي ربع ساعة من الانتظار، دلفت كفاية التايب، إحدى المرشحات لسباق رئاسة الأمانة العامة، بالزي الصحراوي، كانت بدورها مرتبكة نوعا، إذ أنها “كانت موجدة آش غتقول فورقة”..

وقفت أمام كاميرات الصحافة، وأعلنت عن انسحابها دون ذكر الأسباب الحقيقية وراء ذلك، لكن في الوقت ذاته قالت في ما يشبه القرار الأخير: ” قدمت ترشيحي للأمانة العامة وكان الغرض هو إبراز دور ومكانة المرأة، وكانت فرصة لإعطاء بشكل واضح صورة أنه بإمكان أي شخص من أعضاء البام الترشح للأمانة العامة (…) أتقدم بكل شجاعة بسحب ترشيحي لكسب رهان وحدة الحزب، والحزب ينتقل إلى مرحلة ثانية، أشكر كل من ساندني وأعتذر على هذا الانسحاب”.

التايب رفضت الكشف عن المرشح الذي ستدعمه، كما أنها رفضت الاجابة عن الأسئلة، فقط اكتفت بكلمات قليلة، ثم غادرت القاعة.

الصغير. انسحاب ودعم لوهبي

مرت حوالي 20 دقيقة، حتى تم إخبار وسائل الإعلام أن المرشح هشام الصغير، عضو المجلس الوطني، سيقدم توضيحاته بخصوص انسحابه من الترشح لرئاسة الأمانة العامة لحزب “التراكتور”.

دخل الصغير وأعلن عن انسحابه حينما قال: “أعلن انسحابي بشكل رسمي من سباق الأمانة العامة لـ”الجرار” معلنا دعم عبد اللطيف وهبي لقيادة الحزب وفاطمة الزهراء المنصوري لرئاسة المجلس الوطني.

 وقال الصغير إن انسحابه “يدخل في إطار التوافق، مضيفا “اكتشفنا أن هناك توافق للم شتات الحزب”، قبل أن يعلن دعمه لوهبي والمنصوري، حينما قال: “أدعم وهبي رئيسا للحزب والمنصوري رئيسة للمجلس الوطني”.

بعيدا عن السلطة الرابعة

خلال تقديم المرشحين لتصريحاتهم لوسائل الإعلام كان “امور اخرى”  تجري في القاعة الكبرى للمؤتمر.

لقد كان ممنوع علينا التوجه إليها، لكن الأصداء القادمة من هناك، كانت تكشف أن المؤتمر يتجه بشكل رسمي نحو المرشح الوحيد.. المرشحين الآخرين، لم يتم تقديمهم لوسائل الإعلام، خاصة محمد شيخ بيد الله، الذي كان منافسا لعبد وهبي اختفى عن الأنظار، لأسباب رفض المنظمون الكشف عنها.

المنصوري دازت بالفور يا الشيفور

الساعة الثالثة و5 دقائق، توصلنا بأخبار رسمية بأن فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة بالإجماع للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة للمرة الثانية على التوالي.

مراقبون اعتبروا فوز المنصوري، عنوانا بارزا لفوز عبد اللطيف وهبي بالأمانة العامة لحزب “التراكتور”.

وهبي أمينا عاما للحزب

ما هي إلا دقائق قليلة، حتى تم التصويت لعبد اللطيف وهبي، أمينا عاما جديدا لحزب “البام”، تم إخبارنا بأن علينا الالتحاق “بسرعة  البرق”، بالقاعة الكبرى، هناك وجدنا القاعة شبه فارغة مقارنة مع اليوم الأول للافتتاح “كيف داروا ليها الله وعلم”، يعلق أحد الصحافيين..

 وهبي يتلقى التهاني والقبل والأحضان ولا وجود لقيادات الحزب المعروفين، فقط بعض أعضاء تيار “المستقبل”..

وهبي الذي فضل إلقاء كلمة بمناسبة انتخابه، أكد أن الظروف الحالية لا تسمح بالحديث مطولا عما عرفه المؤتمر، وقال إنه “واع بالتحديات التي تنتظره”، ونوه بهذه المناسبة بالعمل الذي قام به على رأس الحزب، سلفه  حكيم بن شماس، والذي يوجد حاليا على رأس الغرفة الثانية للبرلمان” . داعيا جميع الأحزاب إلى العمل على خدمة الوطن والشعب، مؤكدا أنه يمد يده لكل الفاعلين السياسيين من أجل بلوغ هذه الغاية.

وهبي والتحالف مع البيجيدي

سياسة مد اليد لجميع الأحزاب، كانت محور أسئلة الصحافيين، خاصة هل بإمكان هاته اليد أن تمتد إلى بعض الخصوم على المستوى الاديولوجي (العدالة التنمية نموذجا)، هنا وهبي حاول تبيان موضع “البام الجديد”، وذلك بأن إمكانية التحالفات واردة بشرط فقط خدمة الوطن واحترام المقدسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *