le12.ma -ومع

كرّس الملك الحالية في زيارته الحالية لمدينة الصويرة الرؤية الملكية بخصوص تنمية مستدامة ومندمجة للعالم القروي، من خلال المشاريع المائية والهيدرو -فلاحية والخاصة بالماء الصالح للشرب، التي أطلقها الملك محمد السادس، اليوم الخميس في الإقليم.

وأشرف الملك على تدشين سد “مولاي عبد الرحمان”، المنجز على واد القصوب بغلاف مالي إجمالي يبلغ 920 مليون درهم، ومشروع الإعداد الهيدرو -فلاحي لمدار “القصوب”، أسفل السد الجديد، الذي تطلّب استثمارات بقيمة 238 مليون درهم، وكذا مشاريع الماء الصالح للشرب المتعلقة بإنجاز محطة معالجة مياه السد وقناة الربط (135 مليون درهم) ومشروع لتعزيز الولوج إلى الماء الصالح للشرب في الوسط القروي (192 مليون درهم).

وتتماهى هذه المشاريع تماما مع أهداف البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020- 2027، الرامي إلى دعم وتنويع مصادر التزويد بالماء الصالح للشرب ومواكبة الطلب المتزايد على هذا المورد الثمين وضمان الأمن المائي للمملكة والحد من تأثير التغيرات المناخية.

وتعكس هذه المشاريع الإرادة الملكية لمواصلة سياسة السدود التي كان قد دشّنها الملك الراحل الحسن الثاني وعزم الملك محمد السادس على جعل القطاع الفلاحي محفّزا للتنمية الاقتصادية المتوازنة والمستدامة لكافة جهات المملكة وعاملا محددا للنهوض بالمناطق القروية، من خلال تطوير أنظمة الإنتاج الفلاحي والتحكم في تدبير الفضاءات القروية.

وستسهم هذه المشاريع في تعزيز تزويد مدينة الصويرة والمناطق المجاورة بالماء الصالح للشرب وفي حماية الفرشة المائية للإقليم والمناطق والبنيات التحتية أسفل سد “مولاي عبد الرحمان” من الفيضانات وزيادة المساحة الفلاحية المسقية وكذا قدرة الإنتاج الفلاحي وفك العزلة عن السكان المحليين.

ويعدّ سد مولاي “عبد الرحمان”، الذي تبلغ سعة حقينته 65 مليون متر مكعبا، سدا من الردوم بقناع من الخرسانة، يبلغ علوه 72 مترا وطوله عند القمة 418 مترا.

وترفع هذه البنية التحتية المائية المهمة، التي ستستفيد منها جهة يعتمد اقتصادها أساسا على الفلاحة والرعي والصناعة التقليدية، عدد السدود الكبرى الموجودة في الحوض المائي لتانسيفت إلى خمسة سدود، هي يعقوب المنصور ولالة تكركوست وأبو العباس السبتي وسيدي محمد بن سليمان الجزولي وواكجديت.

وسلّم وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، عبد القادر اعمارة، بهذه المناسبة للملك ميداليتين لتخليد ذكرى تدشين سد “مولاي عبد الرحمان”. كما تم إطلاق مشروع الإعداد الهيدرو -فلاحي لمدار القصوب، ضمانا للاستفادة الكاملة والمستدامة من الخدمات التي يوفرها السد الجديد، ليستفيد بذلك 1207 فلاحا ينتمون إلى الجماعات القروية إدا أوكرد وسيدي الجزولي وأوناغة.

ويهدف هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة 1300 هكتار، تثمين مياه السقي لسد “مولاي عبد الرحمان” وتكثيف الإنتاج بنسبة 125 في المائة، خصوصا في أصناف الحبوب والأشجار المثمرة (الزيتون، الرمان، والتين) والخضر والكلأ، إضافة إلى رفع القيمة المضافة للإنتاج الفلاحي من 4 آلاف و400 درهم للهكتار الواحد في السنة إلى 25 ألف درهم للهكتار سنويا.

ويشمل مشروع الإعداد الهيدرو -فلاحي لمدار القصوب وضع قناة الربط الرئيسية (12 كيلومترا) وتهيئة شبكة الري الثانوية والثلاثية (48 كيلومترا) وإنجاز مآخد جماعية وفردية ومحطات التصفية، وكذا الدعم والمواكبة التقنية للفلاحين.

كما أشرف الملك، بهذه المناسبة، على إطلاق عملية الغمر بالمياه لمدار “القصوب” انطلاقا من مأخد للسقي على مساحة 6 هكتارات، قبل أن يزور وحدة لتصفية مياه سد مولاي عبد الرحمان ومأخذا مائيا وقطعة أرضية مجهزة بنظام السقي بالتنقيط.

وموازاة هذه المشاريع، هناك برنامج لتعزيز وتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب للسكان القرويين والحضريين في إقليم الصويرة في طور الاستكمال، إذ يرتقب أن يستفيد منه 258 ألف شخص في أفق 2030.

ومكّن هذا البرنامج، حتى الآن، من تزويد أربع جماعات قروية مجاورة لسد “مولاي عبد الرحمان”، بفضل إنجاز محطة معالجة مياه السد بقدرة 250 لترا في الثانية، ووضع قناة لربط مياه السد، بغلاف مالي إجمالي يبلغ 135 مليون درهم.

كما توجد مشاريع أخرى قيد الإنجاز برسم البرنامج ذاته لتزويد 12 جماعة انطلاقا من نبيضة مسكالة (192 مليون درهم) فيما توجد مشاريع تزويد ثماني جماعات أخرى قيد الدراسة.

وتسهم مختلف هذه المشاريع المائية والهيدرو -فلاحية والخاصة بالماء الصالح للشرب، ذات القيمة المضافة الكبيرة، في تحسين مدخول آلاف الفلاحين والنهوض بظروف عيشهم وتطوير فلاحة فعالة وتضامنية وكذا في المحافظة على الموارد المائية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *