تقرير  إخباري -جواد مكرم

 

بينما رصد مراقبون تنامي مقلق للتعبيرات الماسة أحيانا بالشعور الوطني للمغاربة وبثوابت البلاد، بادرت بعض الأحزاب السياسية، في لقاءات مختلفة نهاية أمس السبت، إلى الخوض في الموضوع، لكنْ من زوايا مختلفة وعلى درجات متفاوتة من حيث الجرأة والمصارحة.

وفيما اكتفى سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمس السبت في بوزنيقة، بالتلميح إلى الموضوع، عندما شدّد على أهمية إعادة الثقة في هيئات الوساطة، وعلى الخصوص الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية ومنظمات المجتمع المدني، حذر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من تنامي “أشكال عفوية وغير منظمة للاحتجاج وصيغ جديدة للتعبير، تأخذ أحيانا، مع الأسف، أبعادا تمس بالثوابت الوطنية”، في إشارة إلى انتشار ظاهرة التطاول على مقدسات الوطن.

سعد الدين العثماني

اعتبر العثماني، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن الثقة في المؤسسات السياسية تشكل حجر الزاوية في بناء حياة سياسية عامة سليمة ومثمرة، مؤكدا أن المدخل الأساسي لذلك هو المصداقية والاستقامة، سواء تعلق الأمر بمسؤول الحكومي أو الفاعل السياسي والنقابي، أكان من الأغلبية أم من المعارضة.

وشدد العثماني على ضرورة التشبث بالأمل وعلى أهمية أن يتحلى المسؤول دائما بالتفاؤل والإيجابية ويعمل على بثهما في المواطن، لأن الأخير يحتاج إلى من يعطيه إشارات إيجابية على أن هناك إمكانا للإصلاح والوصول إلى حلول، دون أن يعرض مباشرة للتنامي المقلق للتعبيرات الماسة أحيانا بالشعور الوطني للمغاربة والثوابت البلاد، والتي اعتبرها نبيل بنعبد الله مجرد إفراز لـ”وضع الجمود الحالي، المتسم عموما بالانسداد وتراجع منسوب الثقة في العمل المؤسساتي وفي آلياته”.

نبيل بنعبدالله

أكد بنعبدالله، في كلمة بمناسبة إجتماع اللجنة المركزية للحزب، أمس السبت في الرباط، أن “الأمر يقتضي قراءة متمعنة ومسؤولة لهذه التمظهرات والسعي إلى  بلورة الصيغ الملائمة من أجل احتضان وتأطير المَطالب والاحتجاجات والإنصات إليها وتحويلها إلى فعل إيجابي ومُنظم”.

ومضى المسؤول الحزبي موضحا أن “حزب التقدم والاشتراكية، الذي ناضل دائما من أجل التغيير المُنظّم والمتزن من داخل المؤسسات، وفي احترام تام للثوابت الوطنية ولمكانتها، وبتفاعل إيجابي مع حركية المجتمع وانخراط مسؤول في النضال الجماهيري، يكرر دعوته من أجل الانتباه إلى هذه التعبيرات”.

ورد زعيم حزب ”الكتاب” إحدى هذه الظواهر إلى”وضع الجمود الحالي، المتسم عموما بالانسداد وتراجع منسوب الثقة في العمل المؤسساتي وفي آلياته”.

وفي هذا الصدد، أبرز الأمين العام لحزب “الكتاب” أن “الإصرار على تكريس الفراغ لا يفسح المجال سوى أمام تنامي التعبير العفوي عن الرفض والغضب والقلق بكيفية غير محسوبة العواقب”.

وكان عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أول من تملّك شجاعة الخوض في موضوع التنامي المقلق للتعبيرات الماسة أحيانا بالشعور الوطني للمغاربة وثوابت البلاد، إذ رغم تحوير جزء من كلمته في مدينة ميلانو بإيطاليا، فإن ذلك لم يمنع كونه وراء فتح نقاش مجتمعي حول قضية المغاربة ومقدسات وطنهم.  

الطالبي العلمي

في هذا الصدد، عبر رشيد الطالبي العلمي، القيادي التجمعي ومنسق الحزب في جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، عن رفضه التحوير الذي واكب جزءا من كلمة أخنوش، مشددا على أن الفئة المعنية بكلامه هي قلة من أولئك الذين يمارسون السب والشتم في حق الجميع.

وتساءل المسؤول الحزبي، أمس السبت خلال ترؤسه محطة الحسيمة من قافلة برنامج “100 يوم 100 مدينة”، كيف يمكن التعامل مع هذه الفئة ومن يحرقون العلم الوطني ويقذفون المؤسسات؟.. أليس من المفروض أن نطالب كل واحد منا كمغاربة بلعب دوره، في التربية على المواطنة، للحد من تدخل أطراف أخرى، كالقضاء والشرطة وغيرهما؟”.. 

ربورتاج مؤثر. شاهد مغاربة من 4 مدن أشنو قالوا عن المقدسات ديال البلاد

المغاربة ومقدستاتهم

إن قضية مغاربة ومقدسات وطنهم، وإن كانت منزهة عن التدافع السياسي وتصفية الحسابات الحزبية، على إعتبار إجماع المغاربة على التشبث بها، والتضحية من أجل الدفاع عنها، إلا أن ذلك لا يعني عدم لعب الأحزاب في مثل هذه المناسبات، لدورها في تأطير المواطنين بخطاب صادق ومباشر، وتعبئة جميع القوى الحية، بما يقوي الشعور الوطني، والافتخار بتواثب البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *