le12.ma

صدرت صحيفة “النهار” اللبنانية اليوم الخميس بأوراق بيضاء، ما أثار صدمة في الشارع اللبناني. وأعلنت هيئة التحرير أنها اختارت اللجوء إلى هذه الطريقة لـ”دق ناقوس الخطر إزاء الوضع السوداوي الذي وصلت إليه البلاد على كافة المستويات”.

وقد استفاق اللبنانيون على صفحات “النهار” وهي بيضاء، خالية تماما من المداد، ما أثار تكهّنات وتساؤلات عن سبب هذه الخطوة، في ظل مخاوفَ من أن تقرّر الإدارة التوقف عن إصدار الصحيحة لأسباب مالية، على غرار صحف لبنانية أخرى كانت قد توقفت عن الصدور.

وقالت نايلة تويني، رئيسة مجلس إدارة الصحيفة، في مؤتمر عقدته هيأة التحرير، إن “النهار اختارت إطلاق صرخة مدوية في وجه الفساد المستشري، عبر رسالة تحمل أيضا تحذيرا بشأن تدهور الأوضاع وتفاقم الأزمات التي تتخبط فيها البلاد”.

وأضافت تويني أن “بياض صفحات النهار هذا الصباح هو لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق كمؤسسة وطنية تجاه الوضع الكارثي غير المحمول الذي نعيشه في لبنان على كل المستويات، من تقاسم للحصص وانتظار تشكيل حكومة جديدة والمشاكل الاقتصادية”. كما أعربت عن أملها في أن “يكون إصدار اليوم نقطةَ تحول وناقوس خطر تجاه الأزمات”، داعية المسؤولين إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت، قبل أن تؤكد أن المعلومات حول توقف النهار عن الصدور غير صحيحة، “نحن مستمرون، ورقيا وإلكترونيا، رغم ما يمر به البلد من أزمات”.

وأكدت رئيسة مجلس “النهار” أن الهدف من العدد الأبيض هو رسالة احتجاج، وتأكيد على أن الصحيفة “مستمرة وستبقى تكتب وتعبّر وتنقل وجع الناس وهمومها وقضاياها”، مطلقة شعار “يوم أبيض بوجه العتمة”.

وجاءت “رسالة” النهار باختيارها البياض ولبنان “غارق في دوامة من الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية”.

وتعدّ “النهار” إحدى أعرق الصحف اللبنانية، أطلقها جبران تويني في 1933، وتعاقب على رئاسة مجلس إدارتها نجله الصحافي الراحل غسان تويني وابنه جبران، الذي اغتيل في 2005.

وبالرغم من أن لدى لبنان ثالثَ أكبر دَين عام في العالم قياسا إلى الناتج المحلي، وبالرغم من التحذيرات من تفاقم الأزمة اقتصادية إذا استمرت حالة الجمود السياسي، تتصارع الأحزاب على تقاسم الحصص والحقائب الوزارية، ما يعيق تشكيل حكومة جديدة.

كما تُواصل القوى السياسية، منذ الانتخابات البرلمانية في ماي الماضي، تتنازع على الحصص الوزارية، في ظل عجزها عن الاتفاق على حكومة وحدة وطنية تستطيع إجراء إصلاحات اقتصادية ضرورية تُجنّب البلاد الدخول في نفق مظلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *