حسين عصيد

 

بعد إعلان اكتشاف مثير بالمغرب شهر شتنبر الماضي، أشرف عليه علماء أجانب، إلى جانب جامعة “القاضي عياض” بمراكش، يهمّ مستحاثة بحجم عدة سنتيمترات، تُظهر عدة كائنات ثلاثية الرؤوس وهي تسير في خط متجانس في قعر البحر، قدّر الخبراء عمرها في 480 مليون سنة، تمّ الإعلان على اكتشاف مشابه، يضم كائنات مختلفة في الحجم، لكنها تسير معاً بنفس الطريقة، في أحد شواطئ ولاية كارولينا الشمالية.

وحسب ما أوردته صحيفة “ذي صن” البريطانية، نقلاً عن دراسة حديثة لعلماء أمريكيين صدرت حديثاً، فإن الأحفورة تضم بضع عشرات من كائن منقرض بطول سنتيمتر واحد، تسير في خط طويل مثل النمل في قعر البحر، يعود تاريخ طمرها تحت الركام البحري إلى ما بين 400 و 480 مليون عام، ومازالت تحتفظ بأغلب خصائصها المميزة لها، حيث رجّح العلماء أن حركتها المتناسقة في طابور بطول عدة أمتار، قد يُفسر خضوعها لنوع من الطقوس التي تسبق موسم التزاوج، أو أنها تسير متراصة بتلك الطريقة لكونها لا تملك حاسة النظر، بل تتحسس طريقها في الظلام المُميز لقعر البحر، عن طريق قرون الاستشعار الثلاثة التي تملكها.

وتضيف الصحيفة، أن هذا السلوك الجماعي يبدو أبعد ما يكون عن البدائية، بل هو ذكي لدرجة تجعله شبيها بمثيله لدى النمل في بيئتنا الحالية، وهو ما يدحض مجمل النظريات التي تنفي أن تكون للكائنات الأولى غرائز فطرية متطورة مثل التي تملكها كائنات اليوم، والتي تكوّنت لديها في الصيد والتزاوج بعد مراكمة ملايين السنين من التطور الجيني والسلوكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *