حسين عصيد

 

بعد إجراء تجارب مخبرية، قورنت خلالها أجزاء من جمجمة “إغود” المُكتشفة بالمغرب سنة 2017، وأخرى لجماجم وعظام بشرية تنتمي لفترات تاريخية متفاوتة، خلُص الباحثون في جامعة “أكسفورد”، في دراسة حديثة لهم، إلى أن نظرية “الانقراض البشري”، باتت واقعاً مهدداً أكثر من ذي قبل، إذ أن احتمالات انقراض الإنسان من على وجه الأرض لأسباب ذات صلة به، باتت أكثر من احتمالات انقراضه لأسباب طبيعية كفنائه جراء التأثير المدمر للنيازك والفيضانات والانفجارات البركانية.

وتفيد الدراسة، التي نشرتها صحيفة الـ “ديلي ميل” البريطانية يومه الثلاثاء 12 نونبر، أن احتمال اختفاء البشر من الأرض تبلغ نسبته واحداً من 14 ألف، مع أن احتمال إصابة كل واحد منا نحن البشر بصاعقة تبلغ واحداً من 700 ألف، ومهاجمته من طرف سمكة قرش تبلغ واحداً من 650 ألف، ما يدل على أن الإنقراض البشري، الذي كان مجرد نظرية تتناقلها الكتب خلال العصر الحديث، باتت حقيقة ملموسة في عدد من الظواهر ذات الصلة بالانسان، فبدراسة جماجم الإنسان التي تعود إلى 300 ألف سنة خلت، مع مقارنتها بتلك التي لا تعود إلاً لسنوات قليلة، خلُص العلماء إلى فقدان الجينات البشرية لأهم مكوناتها التي تضمن خلودها أمام مختلف أنواع التحديات كالأوبئة والتغيرات المناخية.

فمع دخول الكوكب عصر ما أسماه العلماء بـ “الإنهيار الكامل”، بعد تجاوزه مرحلتي “الهبوط الناعم” و”الموت التدريجي”، اللتين استمرتا لآلاف السنين، بات فناء الإنسان وشيكاً وفق كل المؤشرات الظاهرة والتي بصدد الظهور لاحقاً، ولم يعد كوكب الأرض قادرا على التعافي من آثار الدمار التي تغزوه، لنواجه “حقيقة حذرية تُختزل في حجم التحدي البالغ الذي نواجهه ونحن ندفع الأرض إلى عصرٍ لا تُهيمن عليه الطبيعة، بقدر ما يُهيمن عليه الإنسان !”، تورد الدراسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *