حسين عصيد

 

تمكن مهرجان مراكش للسينما منذ تأسيسه سنة 2001 من تقديم ثلة من النجوم لعشاق هذا الفن بالمغرب وخارجه، إعتلى بعضهم منصة التحكيم بالمهرجان، فيما شارك آخرون كضيوف شرف أو كفائزين بجوائز رمزية. هذا الحضور الغني للفنانين العالميين أضفى على المهرجان صبغة عالمية، ما فتئت تنمو مع مرور السنين، حتى أصبح إلى حدود اليوم أكبر المهرجانات السينمائية بإفريقيا، وأحد أكبر المهرجانات العالمية بعد مهرجاني “ّكان” و”برلين”.

شهدت رئاسة لجنة تحكيم مهرجان مراكش تعاقب العديد من الأسماء الوازنة في الحقل السينمائي عليها، كانت أشهرها، المخرج مارتن سكورسيزي صاحب الروائع الخالدة “كازينو” و”تاكسي درايفر” سنة 2013، والمخرج فرانسيس فورد كوبولا سنة 2015، صاحب ثلاثية “العراب”، أشهر سلسلة أفلام في تاريخ السينما.

وخلال سنة 2019، استقر قرار القائمين على المهرجان، على اختيار الممثلة والمنتجة الاسكتلندية تيلدا سوينتن، إحدى أشهر الشخصيات الفنية في أوروبا، وأكثرها مساهمة في إثراء قطاع السينما في “هوليوود”.

ولدت تيلدا بالعاصمة الإنجليزية لندن، وهي من أصول أسكتلندية، كما أنها تنتمي لعائلة “سوينتون” العريقة، ورغم إنتمائها لعائلات تعرف بولائها للعائلة الحاكمة بإنجلترا، إلا أنها بطبيعتها المتمردة تقرر الإنضمام للحزب الشيوعي، ومن بعدها الحزب الاشتراكي الأسكتلندي.

بدأت حياتها الفنية عام 1985، وكانت نموذجا سينمائيا “مخيفا” كما وصفها النقاد، إذ أن أداءها الذي تؤثثه نظرتها الثاقبة كان غالبا ما يخطف الأنظار، وجسدها النحيف، وملامحها المميزة، جعلاها تقدم أدوارا مركبة، وتنجح باقتدار في تجسيدها، وسطع نجمها لسنوات حتى تمكنت الحصول على جائزة “الأوسكار” كأفضل ممثلة مساعدة سنة 2008 في فيلم “مايكل كلايتون” أمام النجم جورج كلوني، ثم جائزة “ساتوم” سنة 2009 عن فيلمها “الحياة الغريبة لبنيامين بوتن”، أتبعتهما بجائزة أفضل ممثلة أوروبية سنة 2011 عن فيلمها “علينا الحديث عن كيفن”.

يقول توني غيلروي، مخرج فيلم “مايكل كلايتن”، الذي حازت عنه سوينتن على جائزة “أوسكار”: “تيلدا سوينتن ذات نظرة ثاقبة في اختيار أدوارها، ووجهها الذي تتأرجح حدوده بين الأنوثة والذكورة، يمنحها قدرة خارقة على تقمص الشخصيات، وإقناع المشاهد بشتى الأحاسيس التي تعيشها في مشاهدها السينمائية، وتلك الموهبة لا تتوفر في أغلب الممثلين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *