متابعة- le12.ma

عجز شقيق المعطل المكفوف الذي توفي بعد سقوطه مساء أول أمس الأحد من على بناية وزارة الأسرة والتضامن، عن التحكّم في عواطفه وهو يسرد مأساة وفاة شقيقه الأصغر وما خلّفته من صدمة في نفسه وفي نفوس أفراد عائلته.

وقال أخ المتوفى، الذي حل قبل لحظات، ضيفا على حلقة الليلة من برنامج “بصراحة”، الذي يقدّمه أديب سليكي على أمواج “راديو بليس”، إن صوت ارتطام جسد شقيقه بالأرض بعد سقوطه ما زال يتردد في ذهنه وفي كيانه حتى اللحظة.. بعد هذه الجملة، استسلم ضيف الحلقة لدموعه لحظات، قبل أن يعود ويحاول مواصلة سرد الفاجعة. وبعد أن استعاد بعض ثباته وتحكّم نسبيا في عواطفه وأحاسيسه، قال الشقيق الأكبر لصابر لحلوي إنه تمنّى ولا يزال لو كان هو من سقط من أعلى تلك البناية وارتاح من صوت الارتطام، الذي لا يفتأ يتردٌد في ذهنه دون انقطاع، والذي كان قويا إلى درجة أنْ “كان له رجعُ صدًى من العمارات المجاورة”، وأن تردّد الصوت الذي خلّفه السقوط المروع لشقيقه يُشعره بالاختناق..

ولم يتمالك ضيف “بصراحة” نفسه مجددا وانخرط في نوبة بكاء عجز معها عن مواصلة الحديث، فظل يُردّد، وقد تملّكته نوبةُ حزن شديد على المصاب الجلل “أخي كان ضحية، ضحية، ضحية”… قبل أن يتماسك قليلا ويواصل سرد فصول هذه المأساة، التي هزّت المغرب وزعزعتْ في نفوسهم ما تبقّى من قدرة على تحمّل حماقات هذه الحكومة المتخبّطة في كل حين ومجال.

وقال لحلوي إن أخاه دخل في ذلك المعتصم (رفقة معطلين مكفوفين آخرين) على أساس أنه يبدأ أولى خطواته في درب تحقيق حلم ظل يراوده منذ صغره في حياة كريمة.. وإنه لم يسبق لشقيقه أن أصرّ على أن يرافقه في إحدى رحلاته نحو الرباط، إذ كانا في السابق يسافران معا أو في أوقات مختلفة، ليلتقيا هناك، إلا في هذه الرحلة، إذ أصرّ على أن يرافقه أخوه الأكبر، الذي واصل بمشقّة كلامه، وسط دموعه المنسابة طوال حديثه “مع الأسف، أتيتُ به إلى الرباط حيّا وعدت به جثة هامدة”…

وفي محاوَلة من مقدم البرنامج لانتشال ضيفه من نوبة البكاء الشديدة التي انخرط فيها، سأله ما إن كان يتذكر آخر ما جرى بينه وبين شقيقه المتوفى من حديث، فقال إنه سمعه يتحدّث في هاتفه مع أفراد من عائلتهما، فأخبره بأنه طلب منهم أن يرسلوا إليهما مبلغا من المال يستطيعان أن يتدبرا به أمورهما في المعتصم، رغم الحصار الذي كان مفروضا عليهم. وحين سأله إن كانت عائلتهما على دراية بوضعهم في المعتصم فوق سطح الوزارة، قال له إنه لم يدخل معهم في هذه التفاصيل وإنه أخبرهم فقط بأنهم معتصمون في الشارع.. “فقد حاول ألا يجعلهم قلقين ومشوشين عليهما، لكنْ… ما شاء الله فعل في هذه الفاجعة التي كلت صدمة قوية للجميع”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *