جمال بورفيسي

منذ إحداث جائزة نوبل في سنة 1901، وهي أعلى جائزة في العالم تمنح في العديد من التخصصات، لم تتمكن سوى 51 امرأة من الفوز بها، ما يمثل نسبة 5% فقط من مجموع الفائزين بهذه الجائزة المرموقة، بحسب تقرير أوردته جريدة “لوموند” الفرنسية، أي أن النساء فزن بـ52 جائزة، باعتبار فوز ماري كوري مرتين في الفيزياء والكيمياء.

وهذا لا يعني، بحسب التقرير، أن النساء يرفضن جوائز نوبل، بل إنهن على عكس الرجال (جون بول سارتر في 1964 وLe Duc Tho في 1973) لم يرفضنها أبدا، لكن الامر يتعلق بنوع من التمييز لفائدة الذكور، الذين مُنحوا أكبر عدد من الجوائز، رغم أن العديد من النساء لعبن أدوارا حاسمة في العديد من الاكتشافات العلمية، التي فاز أصحابها بجائزة نوبل. وحتى حينما تفوز النساء في الحالات القليلة، فإنهنّ الجائزة غالبا ما تُمنح لهنّ مناصفة…

في هذه السنة، وفي حدث نادر الوقوع حصلت ثلاث نساء على نسخة واحدة من جائزة نوبل، فقد حصلت الناشطة اليزيدية نادية مراد على جائزة نوبل للسلام (مناصفة مع الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي). وحازت فرانسيس الأمريكية أرنولد (جنبا إلى جنب مع مواطنيها جورج سميث وغريغوري وينتر في بريطانيا) جائزة نوبل في الكيمياء. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، تم تتويج دونا ستريكلاند في الفيزياء (مناصفة مع الفرنسي جيرار مورو والأمريكي آرثر آشكين).
والباحثة الكندية هي ثالث امرأة تحصل على جائزة نوبل في الفيزياء، بعد ماري كوري في 1903، وماريا جوبرت ماير في 1963. أما بالنسبة إلى فرانسيس أرنولد، فهي ليست سوى المرأة الخامسة التي تُمنح الجائزة في الكيمياء.
هؤلاء النساء الثلاث يوقعن عودة رائعة للجنس اللطيف في ستوكهولم: طيلة ثلاث سنوات، لم تتم مكافأة أية ممثلة للجنس اللطيف. السنة الوحيدة التي شكلت التميز بعد الثلاثي الحالي هي سنة 2009، إذ حصلت امرأتان على جائزتين في الطب وثلاث نساء على جوائز كل من الكيمياء والأدب والاقتصاد.
ومن بين الجوائز الـ241 التي عادت بصفة مشتركة إلى فائزَين أو ثلاثة فائزين، كان الفوز المشترك من نصيب 29 امرأة، أي أكثر من 10%، بنسبة تمثيل أعلى عندما تكون 5% فقط من الحائزين على الجائزة.

وإذا كان هناك عدد متزايد من النساء اللواتي فزن بالجائزة، فإن النساء المحظوظات غالباً ما يندرجن ضمن صنف الجائزة غير العلمية.. وتُظهر إحصائيات المعهد السويدي أن النساء حصلن على 31 جائزة في فئتي “الأدب” و”السلام” من مجموع الجوائز التي عادت إلى النساء، وعددها 52 جائزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *