لا يتناطح عنزان كون ردود الفعل الغريبة وأحيانا العنيفة التي تلت كلام رشيد الطالبي العلمي كانت مُبيّتة، فلو لم يكن  الطالبي لكان رجلا آخر، وهو أمر طبيعي وكان متوقعا بعد محطة جامعة الشباب الأحرار في نسختها الثانية.

إن محاولة تحريف كلام  الطالبي العلمي وإخراجه عن سياقه، ومحاولة شيطنة الرجل وجعله “مسخوط” الحكومة، واستباحة رأسه للرجم كما لو كان شيطانا، وحاشا لله، هي لعبة  من الألاعيب التي يتقنها الحزب المعلوم، الذي لا يستطيع العيش دون عدو افتراضي، ولا يتحمل الصمود أمام التوافق، لأن ذلك يعني لهم أفول نجمهم وموتا سياسيا وشيكا يجاهدون تأجيله إلى حين..

ماذا يعني أن يعيش الحزب المعلوم بدون مشاكسة سياسية وبدون خلق عدو وشيطنته، دونما اعتبار لمنطق التحالف أو المعارضة؟ هذا يعني حتما استقرارا حكوميا طبيعيا بالمنطق السياسي الحكيم، وهو ما يعني معه إرجاع الثقة في الفاعل السياسي وفي السياسة عموما، ما يعني معه انخراط الشباب في العملية السياسية حتى يتجاوز رقم 1% المخجل حقا، وبطبيعة الحال سيؤدي ذلك إلى المشاركة المكثفة في العملية الانتخابية والتوجه برضىً إلى صناديق الاقتراع.

لا غرو أن هذا السيناريو الوردي الذي سيقفز بوطننا مسافات في إطار مصالحة كبيرة مع المواطنين، لا يروق كثيرا إخوان الحزب المعلوم، الذين ألفوا تبني خطاب التباكي والمظلومية، إذ المشاركة المكثفة للمواطنين في العمليات الانتخابية تعني لا محالة نهاية أسطورة اسمها استغلال الدين لأغراض سياسية.

لن نخوض في صغائر الأمور، ولن نقحم  في جوقة المتشفين بعد فضائح كبار قياداتهم ووزارئهم، والاكيد ان “الاحرار “سيقولون لن ننخرط في فضح العورات.. سنركز فيما هو أهم؛ تنمية الوطن، بإعادة ثقة الشباب في السياسة، ودعوتهم للانخراط الجدي فيها، حتى نقطع الطريق على من يستفيد من العزوف السياسي، همه فقط إرضاء كتلته الانتخابية التي بدأت في الأفول، ولكم في نتائج الانتخابات الجزئية عبرة يا أولي الألباب.. فاحذروا العزوف!!

*شفيق الودغيري 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *