محمد سليكي
بينما لا يزال الغموض يلف صحة خبر حقيقة إستقالة إلياس العماري، من عدمه من رئاسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، يتواصل النقاش السياسي والمجتمعي بالرباط وطنجة تحديدا، حول سيناريوهات مستقبل الجهة ما بعد عهد إلياس، إن أقدم بالفعل على الإستقالة من هذا المنصب الذي يسيل اللعاب.
صحيفة le12.ma، أعدت تقريرا إستقصائيا حول القضية، وضعت من خلاله “الاستقالة المفترضة” لألياس العماري، تحت مجهر ثلاثة أحزاب بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، و هي:”العدالة والتنمية المعارض و الأصالة والمعاصرة والاستقلال عن الأغلبية”، بعدما كان العماري، قد مرر رسائل مشفرة في تصريح حصريا لـ le12.ma بخصوص حقيقة إستقالته من السلطة الانتدابية من عدمها.. والبداية من هنا.
البيجداوي الشليح: نخشى الدوامة
فريق العدالة والتنمية، المعارض بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي لم يخف في محطات سابقة إستعداده لخلافة العماري، يتابع هذه التطورات الجارية بـ”حذر”، وهذا ما يتضح من خلال تصريح حصري لنبيل الشليح القيادي البيجداوي بطنجة لصحيفةle12.ma .
كم كان نبيل الشليح رئيس فريق العدالة والتنمية المعارض بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة،حريصا على إنتقاء المفردات وهو يعلق في حديث معle12.ma على مدى صحة خبر إستقالة إلياس العماري قائلا:” في الحقيقة، هناك مصادر تؤكد هذه الاستقالة وأخرى تستبعدها، وبين هذا وذاك ليس هناك ما يقدم معطيات موثوقة حول رسمية إسقالة الرجل”.
بيد أن الشليح، سيعود ليقول:”في جميع الحالات ما يحصل اليوم بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، المتوج بإستقالة غير مؤكدة لألياس العماري من الرئاسة، يزكي إلى حد كبير ما سبق أن أشرنا إليه داخل حزب العدالة والتنمية، إبان قيام الاغلبية الحالية، بكونه تحالفا هجينا وغير مؤسس على أساس سياسي قوي، بمقدوره الصمود أمام رياح الخلافات الداخلية، فبل مواجهة المعارضة”.
بالمقابل وفيما يشبه إقرار منه بتراكمات إلياس العماري في تدبير مجلس الجهة بشبه إجماع في مختلف الدورات وقرارات جلب الاستثمارات، سيتساءل البيجداوي نبيل الشليح حول مصير ما قال إنها مشاريع التنمية، لو قدم الرئيس إستقالته من رئاسة مجلس الجهة.
وقال نبيل الشليح رئيس فريق العدالة والتنمية المعارض بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في هذا الصدد بصريح العبارة ودائما في تصريح حصري لصحيفة le12.ma،:” صحيح نحن جاهزون كمعارضة لتولي مسؤولية الرئاسة، وهذا مطمح أي فريق معارض، لكن دعني أقول إستقالة العماري، ستدخل المجلس في دوامة، قد تؤثر على تنفيذ المشاريع الجارية والمبرمجة، أخدا بالإعتبار ما قد يستهلكه قيام أغلبية جديدة وإنتخاب رئيس جديد من زمن، خاصة أننا على مشارف نهاية الولاية الانتدابية للمجلس، ونتطلع لإنتخابات 2021″.
البامي الميموني:”هناك خلافات”
توفيق الميموني، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، قائد الائتلاف الجهوي الذي يترأس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، سينفي في تصريح حصري لصحيفة le12.ma علمه بوجود إستقالة رسمية للرئيس إلياس العماري، متسائلا:”علاش غادي يستقل وهو كيصوتو على دوراته بالإجماع”.
وفي جواب له حول ما إذا كانت الاستقالة أو التلويح بها، نتيجة لما سمي بـ”القطيعة” التي لم تعد خافية على أحد بين حلفاء لألياس ومديرة وكالة تنفيذ المشاريع بالجهة قال الميموني:” الخلافات بين السياسي والإداري، ورادة جدا بل طبيعة، وهذا ما يؤكد أنه كانت في السابق خلافات بين نواب للرئيس والإدارة، لكن الرئيس كان دائما يلعب دور الوساطة لإنهاء الخلافات”.
وخلص توفيق الميموني، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس الجهة، إلى القول:”لكن أن يكون مجرد خلاف بين إدارية وحلفاء في الأغلبية وراء إستقالة إلياس من رئاسة الجهة، فهذا أمر يدعو إلى طرح أكثر من علامات إستفهام، حول من له مصلحة في محاولة الإساءة إلى إلياس عن طريق النفخ في بالون الإشاعة”.
الاستقلالية المنصوري: كلام جرايد
قالت رفيعة المنصوري، نائبة رئيس جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، عن حزب الاستقلال، تعليقا على تداول عدد من السياسيين والمنتخبين، صباح اليوم السبت، خبر تقديم إلياس العماري استقالته من رئاسة الجهة، “إن الموضوع إلى حدود منتصف نهار اليوم مجرد كلام جرايد حيث ليست هذه المرة الاولى التي تتناول فيه الصحافة مثل هذا الخبر”، مؤكدة “الساعات المقبلة ستكشف الحقيقة”. ”
وأضافت المنصوري، في تصريح لصحيفة “le12.ma”: “في الحقيقة، ليس بإمكاني نفي أو تأكيد خبر استقالة إلياس العماري من رئاسة مجلس جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، طالما لم نتوصل بوثيقة في الموضوع”.
وتابعت المتحدثة ذاتها أنه “حتى لو افترضنا أن إلياس العماري قدم استقالته، فالإقدام على هذه الخطوة سيكون مخالفا للقوانين والمساطر الجاري بها العمل، والتي تفرض على الرئيس عرض استقالته على مكتب مجلس الجهة للتداول، قبل إحالتها على الداخلية”.
واستبعدت المنصوري، وهي نائبة برلمانية وقيادية استقلالية، أن يقفز إلياس العماري عن التقيد بمثل هذه القوانين والمساطر، مؤكدة أنها لا تؤكد خبر استقالة رئيس الجهة أو تنفيه.
هكذا تحدّث إلياس العماري لـ”le12″ عن “خبر” استقالته من رئاسة جهة طنجة -تطوان -الحسيمة
رد إلياس العماري
في خضمّ ذلك، اتصلت صحيفة “le12.ma” بإلياس العماري لمعرفة مدى صحة “خبر” استقالته من عدمها، الذي تناقلته الصحافة فقال: “في الحقيقة تداول خبر استقالتي في بعض وسائل الإعلام ليس بجديد، فقبل أسبوعين، كتب خبر استقالة إلياس، لكنّ إلياس لم يقدّم استقالته”.
وتابع العماري، “واليوم، نسمع “الخبر” نفسه.. لن أخوض في هذا الموضوع كثيرا، كل ما سأقول لكم: عندما تكون الاستقالة ستُخبَرون بها”.
وبينما رفض إلياس العماري تأكيد أو نفي توقيعه استقالته من رئاسة جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، ذكر مصدر مقرب منه أنه ليس هناك أسباب موضوعية ليقدم الرئيس استقالته وأن يودعها لدى والي الجهة في يوم عطلة إدارية.. فيما شكك مصدر من المعارضة في الغاية من ترويج الخبر، معتبرا أنه قد يكون مجرد تسريب “مخدوم” أو “بالون” اختبار “لغاية في نفس يعقوب”.
