الرباط:سناء  اولحاج

أعلن مركز سوس ماسة للدراسات القانونية والقضائية المعاصرة، عن فتح باب الترشيح لجائزة العلامة الحسن العبادي لأفضل أطروحة دكتوراه في القانون في دورتها الأولى.

وإعتمد المركز مجموعة من الشروط للظفر بالجائزة، وذلك بأن يكون المشارك متحصلا على الشهادة (الدكتوراه) من جامعة مغربية، وأن تكون الأطروحة في فرع القانون الخاص، وباللغتين العربية أو الفرنسية. بالاضافة الى موافقة صاحب العمل على الشروط المقدمة من المركز.

وقال المركز في اعلان توصلت جريدة Le12.ma الإلكترونية بنسخة مه، انه سيتم نشر أطروحة الفائز من طرف اللجنة العلمية وعلى نفقة المركز.

فمن يكون العلامة سيدي الحسن العبادي، الذي اطلق اسمه على هذه الجائزة  العلمية في دورتها الأولى؟.

سيرة ذاتية والعلامة إنسان

ولد العلامة الراحل الحسن العبادي(انظر☝️ الصورة) سنة 1934 في شهر صفر بدوار “اخريب علال” بجماعة ايت عميرة باقليم اشتوكة ايت باها، وبدأ العلامة مشواره التعليمي في مسجد الدوار، حيث تلمّذ على يد الققيه الحاج احمد نايت سي علال، قبل ان ينتقل سنة 1948 الى مسجد دوار كحايز بجماعة انشادن حيث ختم القرآن على يد الفقيه الحسن اوليازيد.

 وفي الخمسينات انتقل العلامة العبادي الى المدرسة العتيقة “إمي الفتايح” ايت اعزا، بجماعة ايت عميرة و حكى ان هذه المدرسة كانت تتميز عن غيرها في ذلك الوقت، حيث كانت سيدة تدعى “إبا مباركة” تقوم بطهي الخبز وتقوم بتوزيعه على الطلبة بعد ختام الحزب في الصباح وكان هذا العمل موروث حتى بعد وفاة هذه السيدة من طرف ابنائها، كما كان العلامة قيد حياته يتذكر اول دعاء كتبها له فقيه مدرسة ايت اعزا انداك في لوحته “اللهم ازل عنا غشوة الجهل ونورنا بنور الفهم” واتبعه بعبارة “الكلام هو اللفظ المفيد المركب بالوضع” من مقدمة ـابن آجروم.

ودرس العلامة العبادي في مجموعة من المدارس العتيقة من بينها مدرسة سيدي محند الشيشاوي ومدرسة ألما باورير حيث تأثر العبادي بطريقة الفقيه محمد الصغير في تشخيص الدروس والاستغناء عن الكتب عند إلقائها من اجل تعلم الحفظ في دماغ الطالب واستحضارها عند الحاجة، كما صادف العبادي اثناء تواجده بالمدرسة نشاط سياسي مكثف للمطالبة بالاستقلال حيث كان الطلبة يقومون بشرح مناشير الحركة الوطنية لسكان الدواوير المجاورة للمدرسة.

العبادي ..عميد فقه النوازل

وحصل العلامة الراحل على دبلوم الدراسات العليا بدار الحديث الحسنية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، حيث أنجز رسالة جامعية حول موضوع “الملك المصلح سيدي محمد بن عبد الله.

وفي يوليوز 1994 حصل على شهادة دكتوراه الدولة من نفس المؤسسة، ناقش من خلالها أطروحته التي تحمل عنوان: ” فقه النوازل في سوس، قضايا وأعلام من القرن التاسع إلى نهاية القرن 14 الهجري”، وهي الأطروحة التي أشرف عليها الفقيه العلامة محمد فاروق النبهان.

 والحسن العبادي، الذي يعد من اعلام سوس العالمة كأقران جيله من العلماء  كالفقيه العلامة المصلوت، وسيدي احمد العدوي، وغيرهم، شغل قيد حياته مجموعة من الوظائف حيث عمل مدرسا بمعهد محمد الخامس للتعليم الأصيل عند افتتاحه نهاية عقد الخمسينيات من القرن الماضي، كما اشتغل منذ سنة 1978 أستاذا محاضرا، ثم أستاذا للتعليم العالي بكلية الشريعة بأكادير، التي تولى فيما بعد ذلك منصب نائب لعميدها إلى أن أحيل على التقاعد الإداري.

عضو لجنة ملكية لتعديل المدونة

وشغل الراحل كذلك مهام رئيس المجلس العلمي لأكادير وتارودانت ابتداء من سنة 2001. وفي سنة 2003 أصبح عضوا بالمجلس العلمي الأعلى، الذي أسندت له فيه عضوية لجنة الفتوى، كما كان عضوا باللجنة الملكية لتعديل مدونة الأحوال الشخصية التي أصبحت بعد ذلك تسمى “مدونة الأسرة”.

وكان للعلامة الراحل إسهام كبير في إغناء الاجتهادات الخاصة بفقه النوازل، كما كان له الفضل في تأطير وتوجيه عدد كبير من الطلبة الباحثين، الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز الأساتذة الباحثين في مختلف الجامعات المغربية.

ووري جثمانه الثرى يوم الخميس 4 مارس 2016،عن سن يناهز الثمانين، بمقبرة تيليلا باكادير، بعدما أسلم الروح لمالكها وهو على هدى من الله، وشوق للقاء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *