الندوة الأولى تعيد طرح نقاش الإصلاح الدستوري في علاقته بالبناء الديموقراطي، لكن ليس من منطلق أي دعوة إلى تغيير الدستوري.

*حنان رحاب

شرعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبر اللجنة السياسية اليوم السبت في الرباط،في عقد مجموعة من الندوات الموضوعاتية، وذلك بانفتاح على مجموعة من الخبراء في الموضوعات المستهدفة بالنقاش، ومشاركة فعالة من اطر الحزب وكفاءاته….

وبالاطلاع على التيمات المطروحة للنقاش، يتبين ان الحزب ماض في أفق إنضاج الورقة السياسية للمؤتمر، والتي يتعين ان تقدم عرضا سياسيا من الحزب يعكس تصوره لتحديات المرحلة وأولوياتها والبدائل المقترحة…

فالندوة الأولى تعيد طرح نقاش الإصلاح الدستوري في علاقته بالبناء الديموقراطي، لكن ليس من منطلق أي دعوة إلى تغيير الدستوري، ذلك ان من مظاهر استقرار اي دولة نجد الاستقرار الدستوري الذي يعني تغطيته لزمن سياسي طويل، بل من منطلق الأجرأة الأنجع له وفق التأويلات الديموقراطية، وانتصارا لها في مواجهة أي قراءات نكوصية للمتن الدستوري….

فيما تذهب الندوة الثانية إلى ضرورة الإصلاحات السياسية، وفي علاقة بالانتخابات، باعتبارها التعبير الأمثل عن الاختيارات الشعبية، لكن لا يمكن لهذه التمثيلية ان تعكس القوة السياسية لأي مكون، في حضور ممارسات مسيئة للمنافسة الشريفة، من قبيل تغييب الصراع البرنامجي لحساب الصراع حول استقطاب أعيان الانتخابات….

الندوة الثالثة تلامس فعلية حقوق الإنسان، وتكمن اهميتها في ان بلادنا احدثت مؤسسات دستورية هامة لحماية الحقوق والحريات، وعززتها بترسانة قانونية داعمة، وتتطور بتطور الإشكالات، لكن لا يمكن إنكار ان ثمة فرقا بين القانوني والمؤسساتي المتطورين عموما، وبين الممارسات التي ما زالت فيها ثغرات تحتاج إلى التدخل… .

وتطرح الندوة الرابعة سؤال الدولة الاجتماعية، باعتبارها مشروعا للمستقبل من جهة، وباعتبارها خيارا توافقت عليه الدولة والأحزاب، مما يجعل رهان إكمال بنياتها وترسيخها من الأولويات، ما يعني ان اي حزب سياسي معني بطرح تصوره لهذا البديل، وأعتقد اننا في الاتحاد الاشتراكي معنيون اكثر باعتبار مرجعيتنا الاجتماعية الديموقراطية….

فيما ستلامس الندوة الأخير موضوعا بالغ الحساسية وهو موضوع الجهوية المتقدمة، إذ ليست الجهوية المتقدمة خيارا إداريا لتنظيم المجال الترابي فقط، وليست فقط خيارا تنمويا، لاستثمار إمكانات الجهة المادية والبشرية والثقافية وتثميتها، بل هي كذلك خيار سياسي له علاقة بمخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه بلادنا لحل النزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية…

وإذ أثمن هذه المبادرة، فلي اليقين الكامل بقدرة كفاءات الحزب والموجودة في واجهات مختلفة على إبداع تصورات قائمة على رؤية تعتمد سيرورتي تثمين ما ثبتت نجاعته، ونقد ما يشكل إعاقات بنوية، واقتراح آفاق ممكنة للتطوير…. 

*قيادية إتحادية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *