تنحدر ميلودة حازب من قبيلة بني عمير بإقليم بني ملال، وحصلت على الإجازة العليا في الدراسات العربية والإسلامية، قبل أن تتخرج من مركز تكوين الأساتذة وتشتغل بالتدريس لفترة طويلة.
*جمال بورفيسي le12.ma
ميلودة حازب، شخصية نسائية سياسية طبعت المشهد الحزبي والسياسي المغربي لسنوات طويلة، قبل أن تتوارى إلى الخلف بعد مغادرتها حزب الأصالة والمعاصرة عام 2021، والتحاقها بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
خلال مسارها السياسي، ظلت حازب حاضرة بقوة في دائرة الأضواء. كانت شخصية ديناميكية، مبادرة، حاضرة في صلب النقاشات والمواقف السياسية، لا تفتر عزيمتها ولا تتسلل إليها الرتابة. آمنت بالعمل الجاد والمسؤول، وبذلت في سبيله جهداً متواصلاً يعكس إيمانها بقيم الالتزام والنضال.
لكن، ورغم المسار الحافل، لم يكن من السهل تقبّل تراجعها إلى الظل منذ 2021، واختفاء صوتها السياسي الذي لطالما شغل واجهة الأحداث.
تنحدر ميلودة حازب من قبيلة بني عمير بإقليم بني ملال، وحصلت على الإجازة العليا في الدراسات العربية والإسلامية، قبل أن تتخرج من مركز تكوين الأساتذة وتشتغل بالتدريس لفترة طويلة.
غير أن شغفها بالشأن العام قادها إلى عالم السياسة، حيث خاضت أولى تجاربها في الانتخابات الجماعية سنة 1983، لتُنتخب عضوة في مجلس مدينة مراكش إلى حدود عام 1992، وفي الفترة نفسها كانت عضوة بمجلس مقاطعة جليز.
تدرّجت حازب بثبات في مشوارها السياسي، متجاوزةً الصعوبات والتعقيدات التي تعترض طريق النساء في المجال العام، ونجحت في كسب ثقة قواعدها.
بين 2002 و2009، أعيد انتخابها عضوة في مجلس مدينة مراكش، ثم ترأست مقاطعة النخيل ما بين 2009 و2015.
كما خاضت غمار انتخابات مجلس الجهة في شتنبر 2015 وكُلفت بمنصب نائبة رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، وهو المنصب الذي شغلته حتى 2021.
موازاة مع ذلك، تولّت عضوية الهيئة الاستشارية لقضايا الشرق الأوسط (2003–2007)، وشاركت في لجنة التنسيق للقطاعات النسائية الحزبية (2000–2008)، ورأست شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا سنة 2011.
لطالما جعلت من الدفاع عن قضايا المرأة أولوية في أجندتها السياسية، ودافعت عن تمثيلية النساء في مراكز القرار، وانخرطت في عدة منظمات تعنى بحقوق المرأة.
في سنة 2002، دخلت قبة البرلمان كنائبة في مجلس النواب، حيث ترافعت حول قضايا جوهرية تهم الشأن العام، وقدّمت صورة مشرّفة عن حضور النساء في العمل التشريعي.
سياسياً، لعبت دوراً محورياً في اندماج الحزب الوطني الديمقراطي ورمزه (البراد)، الذي كانت تشغل فيه منصب نائبة الكاتب الوطني، في حزب الأصالة والمعاصرة.
وبالرغم من تراجع الراحل عبد الله القادري عن خطوة الاندماج، واصلت حازب مسارها في حزب “التراكتور” أو “البام”، مؤمنةً بدوره في إعادة تشكيل المشهد الحزبي.
لكن علاقتها بالحزب وصلت إلى الباب المسدود بعد خلافات مع الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي، قبيل استحقاقات 2021، ما دفعها إلى تقديم استقالتها والالتحاق بحزب الاتحاد الاشتراكي.
إلا أن تلك الخطوة داخل حزب (الوردة)، بدل أن تعيدها إلى الواجهة، شكلت بداية أفول حضورها السياسي.