يبدو أن هوس نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، مبكراً بتملك مفاتيح «حكومة المونديال»، جعله وحزبه، يمارسون سياسة مكيافيلية، لا علاقة لها بأعراف وتقاليد حزب «علال الفاسي».
الرباط- خاص -جريدة le12.ma
يبدو أن هوس نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، مبكراً بتملك مفاتيح «حكومة المونديال»، جعله وحزبه، يمارسون سياسة مكيافيلية، لا علاقة لها بأعراف وتقاليد حزب «علال الفاسي».
سياسة «الغاية تبرر الوسيلة» هاته، قد تأتي بنتائج عكسية، خاصة مع قرب إنتخابات 2026، حيث ذكاء المغاربة سيكون علامة فارقة في حسم المعركة.
مناسبة هذا الكلام، هو تنزيل حزب الاستقلال لبرامج تأطير ب”موديلات ” لا تشبه المغاربة، ما يدل على أن الحزب تحول من مصنع لإنتاج البرامج التأطيرية من الواقع المغربي، إلى مستورد لها من الخارج.
ففي الوقت الذي يفترض فيه أن تكون الأحزاب السياسية الوطنية حاضنة طبيعية للمبادرات الشبابية، فاعلة في تأطير الأجيال الجديدة وتأهيلها لقيادة المستقبل، اختار حزب الاستقلال، أحد أعرق الأحزاب في المغرب، أن ينظم “مهرجان الشباب للريادة السياسية” بدعم من مجلس الشباب الدنماركي.
يقول بلاغ للحزب”شارك نزار بركة،، الأمين العام لحزب الاستقلال، اليوم الأحد 4 ماي 2025 برحاب المركز العام للحزب بالرباط، في جلسة نقاش جمعته بعدد من الشباب المغاربة الذي حجوا من مختلف جهات المملكة، وذلك في إطار أنشطة وفعاليات اختتام مهرجان الشباب للريادة السياسية، والمنظم من قبل حزب الاستقلال بشراكة مع مركز استراتيجيات الشباب (YPC) ضمن برنامج الأكاديمية السياسية للقيادة 2.0، وبدعم من مجلس الشباب الدنماركي (DUF) يومي 3 و4 ماي 2025 بالمركز العام للحزب”.
نشاط شبابي بطموحات كبيرة، لكنه يثير أكثر من علامة استفهام حول عمق الاستقلالية الفكرية والتنظيمية لهذا الحزب، ومستوى اعتماده على الخارج لتغذية ما كان يُفترض أن يكون منتجًا ذاتيًا متجذرًا في التربة الوطنية.
قد يبدو التعاون مع شركاء دوليين في مجال الشباب والتكوين أمرًا إيجابيًا من حيث المبدأ، لكن حين يتعلق الأمر بحزب بحجم وتاريخ حزب الاستقلال، فإن الحاجة إلى دعم أجنبي لتنظيم نشاط داخلي موجه لشبابه تطرح سؤالًا جوهريًا:
هل فشل الحزب في إنتاج مبادرات وطنية مستقلة تعبّر عن نبض الواقع المغربي وتستجيب لتحدياته؟ أم أن المسألة أعمق، وتتعلق بعقدة راسخة تجاه الخارج، ما يجعل التأطير المشترك مع الأجنبي ضمانة ضرورية لـ”جودة” و”مشروعية” أي نشاط شبابي؟.
الأمين العام نزار بركة تحدث عن “النمو فائق السرعة” وعن دور الشباب في الدينامية التنموية التي يعرفها المغرب، وأعاد التأكيد على أهمية إشراكهم في الحياة السياسية.
غير أن الخطاب، رغم نبل مضامينه، يظل أسير منطق كلاسيكي يُكرّر نفسه دون تجديد في الأدوات أو في فلسفة التأطير.
إذ ما جدوى الحديث عن ميثاق للشباب وسنة للتطوع، إذا كان الحزب في حاجة إلى شراكة مع “أكاديمية دنماركية” لتكوين مناضليه الشباب؟ .
وهل يستطيع فعليًا إنتاج قيادات من الشباب المغربي، أم أنه يراهن فقط على تلميع الصورة من خلال برامج ممولة من الخارج؟.
كما أن الحديث عن الاستحقاقات الانتخابية والمواطنة الفعالة، وإن كان ضروريًا، يبدو مفصولًا عن واقع الشباب المغربي اليوم، الذي يشعر في جزء كبير منه بالغربة داخل الحقل الحزبي، نتيجة الفراغ الفكري، وضعف المصداقية، وتكلّس الهياكل والكولسة.. ومؤتمرات «الصحون الطائرة»، وتزكيات الولاءات..
في المحصلة، نشاط حزب الاستقلال الأخير يفتح نقاشًا يفرض نفسه حول علاقة الأحزاب المغربية بشبابها، وعمق أدوارها التكوينية، وقدرتها على استيعاب الكفاءات الشابة دون الحاجة إلى “وصفات جاهزة” من الخارج. فهل نحن أمام حالة عابرة من “الشراكة المفيدة”؟ أم أن الأمر يكشف فشلًا بنيويًا يجعل الأحزاب المغربية، حتى العريقة منها، حالة حزب الاستقلال بزعامة «زدي نزار»، في حاجة إلى شراكات تأطير مع الأجنبي لإعادة الاتصال بجيل جديد لا يفهم لغتها ولا يعترف بخطاباتها؟.
ربما تكون الإجابة في صناديق 2026، حيث سيتضح إن كان الشباب الذي حضر “مهرجان الريادة السياسية” مجرد جمهور مؤقت… أم مشروع قيادات فعلية مستقلة الفكر والقرار.
رحم الله «زدي علال» جراء ما يعتمل في حزب الاستقلال على عهد «زدي نزار».