طرحت مجموعة من الفرق البرلمانية موضوع العنف المدرسي في سياق الاعتداءات الخطيرة التي تعرض لها مدرسون مؤخرًا، أبرزها الاعتداء الذي تعرضت له أستاذة لغة فرنسية بمركز للتكوين المهني في مدينة أرفود.
الرباط-جمال الريفي le12.ma
تشكل ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية أحد المحاور الأساسية في جلسة المساءلة الأسبوعية للحكومة، المقررة اليوم الاثنين بمجلس النواب.
وقد طرحت مجموعة من الفرق البرلمانية موضوع العنف المدرسي في سياق الاعتداءات الخطيرة التي تعرض لها مدرسون مؤخرًا، أبرزها الاعتداء الذي تعرضت له أستاذة لغة فرنسية بمركز للتكوين المهني في مدينة أرفود.
وسُجلت قبل ذلك حوادث اعتداء أخرى على عدد متزايد من المدرسين، ما يؤشر على أن العنف بالوسط المدرسي لم يعد مجرد حالات معزولة، بل يعكس أزمة أسرية ومجتمعية تطرح تحديات حقيقية أمام المنظومة التعليمية، كما تثير تساؤلات حول فعالية السياسات العمومية في الحد من هذه الظاهرة.
وقد عرفت الأسابيع الماضية عودة مقلقة لحوادث العنف ضد الأطر التعليمية، الأمر الذي دفع النقابات والجمعيات المهتمة بالشأن التربوي إلى دق ناقوس الخطر، والمطالبة بإجراءات عاجلة لحماية العاملين بالقطاع. واعتبرت هذه الهيئات أن الأمر لا يخص المدرسة فقط، بل يعكس ثقافة العنف السائدة داخل المجتمع.
إلى جانب تزايد الاعتداءات على المدرسين، لوحظ أيضًا انتشار مقلق للعنف بين التلاميذ أنفسهم.
وفي هذا السياق، سلطت دراسة رسمية حول العنف المدرسي، أنجزها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الضوء على تفشي أشكال مختلفة من العنف بالمؤسسات التعليمية، بما في ذلك السخرية، والتنمر، والعنف اللفظي والجسدي.
وكشفت نتائج الدراسة التي أشرفت عليها الهيئة الوطنية للتقييم بالمجلس الأعلى أن 25.2 في المئة من تلاميذ المرحلة الابتدائية صرحوا بأنهم كانوا ضحايا للضرب، فيما أشار 28.5 في المئة إلى تعرضهم للدفع العنيف.
أما في التعليم الثانوي، فقد صرح 25.3 في المئة من التلاميذ بتعرضهم للضرب، مقابل 37.4 في المئة تعرضوا للدفع بقصد الإيذاء.
وصرح نحو ثلاثة أرباع طلاب المرحلة الابتدائية بأنهم يسمعون “ألقابًا مهينة”، بينما أكد 55.9 في المئة من طلاب المرحلة الثانوية، خصوصًا الذكور، تعرضهم للسخرية والشتائم بدرجات متفاوتة.
وأبرزت الدراسة كذلك تعرض التلاميذ لعنف “الاستحواذ”، مثل السرقات البسيطة تحت التهديد والاستيلاء على الأغراض الشخصية، معتبرة أن هذه الممارسات باتت منتشرة بشكل لافت.
كما نبهت الدراسة إلى استفحال ظاهرة التحرش داخل المدارس، إذ أفاد 15.2 في المئة من طلاب المرحلة الابتدائية و29.7 في المئة من طلاب التعليم الثانوي بأنهم تعرضوا للتحرش خلال تواجدهم بالمؤسسات التعليمية.