“الرياضة تهزم السياسة” في علاقة المغرب بدولة الجزائر،هذا ما ينطبق على نتائج إبرام الخطوط الملكية المغربية اتفاقية شراكة استراتيجية مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF).

الدار البيضاء- م.ن le12.ma

بات النظام في الجزائر، مع توقيع هذه الاتفاقية، مجيرا على فتح فتح أجوائها أمام الخطوط الملكية المغربية، تحت طائلة العقوبات.

وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت، بتاريخ 23 شتنبر 2021، عن إغلاق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وكذا الطائرات التي تحمل رقم تسجيل مغربي.

وجاء قرار إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، إلى جانب الطائرات التي تحمل رقم تسجيل مغربي، بعد أقل من شهر على قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب.

تحت طائلة العقاب

في خطوة وُصفت بالتاريخية، أبرمت الخطوط الملكية المغربية اتفاقية شراكة استراتيجية مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF)، تُصبح بموجبها الناقل الرسمي والحصري لجميع المنافسات الكروية التي تُنظم تحت مظلة الهيئة القارية، ما وضع الجزائر أمام خيار واحد: فتح مجالها الجوي أمام رحلات “لارام”، وإلا مواجهة عقوبات رياضية قد تصل إلى حد الاستبعاد من البطولات.

الاتفاق الذي تم توقيعه يوم السبت يمنح الخطوط الملكية المغربية صفة “شريك دولي رسمي” للـ”الكاف”، ويشمل نقل الفرق واللاعبين والمشجعين خلال كأس الأمم الإفريقية للرجال التي سيحتضنها المغرب في دجنبر 2025، وكأس إفريقيا للسيدات المقرر تنظيمها ما بين 5 و26 يوليوز من نفس السنة، إلى جانب عدد من التظاهرات الرياضية الإفريقية الأخرى.

وأمام هذا التطور، تجد الجزائر نفسها مضطرة إلى تجاوز خلافاتها السياسية مع المغرب، ولو بشكل مؤقت، والسماح بعبور الطائرات المغربية لأجوائها خلال المنافسات الرياضية، وإلا فإنها تُخاطر بتعريض منتخباتها الوطنية لعقوبات قارية قد تحرمها من المشاركة.

“لحظة تاريخية”

رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، وصف الاتفاق مع “لارام” بأنه “لحظة تاريخية لكرة القدم الإفريقية”، مشيدًا بريادة الشركة المغربية،

ومؤكدًا أن هذه الشراكة ستُسهم في تسهيل تنقل مئات الآلاف من المشجعين عبر القارة نحو المملكة المغربية.

وقال موتسيبي إن عدد المشجعين المتوقع حضورهم لكأس الأمم الإفريقية 2025 يتجاوز 500 ألف زائر، لافتًا إلى أن البنيات التحتية الرياضية التي يتوفر عليها المغرب تجعل من النسخة المقبلة نسخة “استثنائية”، بالنظر إلى المعايير العالمية التي تميز الملاعب والمنشآت المغربية.

كما أشار إلى أن هذه التظاهرات تندرج في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى الارتقاء بمستوى كرة القدم الإفريقية، ووضعها في مصاف القوى الكروية الكبرى عالميًا.

المغرب يعزز موقعه

من جانبه، أكد حميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، أن الاتفاقية تنسجم مع “الجذور الإفريقية الراسخة” للشركة الوطنية، وتُجسد الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، القائمة على تعزيز التعاون جنوب-جنوب والاندماج الإفريقي.

وكشف عدو عن خطة تشغيلية وتجارية متكاملة تشمل مضاعفة عدد الرحلات والوجهات نحو إفريقيا، خاصة من العواصم الإفريقية الكبرى، إلى جانب استهداف الجاليات الإفريقية المقيمة في أوروبا وأمريكا وآسيا والشرق الأوسط عبر رحلات دولية خاصة، لتيسير تنقلهم نحو المغرب خلال فترة التظاهرات الرياضية.

كما تعهدت “لارام” بإطلاق عروض ترويجية خاصة بالمشجعين لتأمين سفرهم في ظروف ملائمة، في خطوة تعكس التزامًا حقيقيًا بالمساهمة في إنجاح هذه المناسبات الرياضية القارية.

الدبلوماسية الرياضية

توقيع الاتفاق جرى بحضور فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وعضو اللجنة التنفيذية للكاف وممثل القارة الإفريقية في مجلس الفيفا، مما يعكس الطابع الاستراتيجي للتفاهم الحاصل بين الجانب المغربي والاتحاد القاري.

ويُعد هذا الاتفاق انتصارًا للدبلوماسية الرياضية المغربية، التي نجحت في فرض منطق التكامل والانفتاح داخل القارة، حتى على الخصوم السياسيين، ليُصبح المجال الجوي – الذي ظلّ ورقة ضغط سياسية – خاضعًا لحتمية التعاون القاري والمصلحة الرياضية المشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *