حرب إقتصادية، قذرة تخوضها قطر ضد المغرب، وقودها أشخاص مغاربة مجرورون لضرب المصالح الاقتصادية لبلدهم، ولا مشكل لقطر في هذه الحرب الاقتصادية أن تتحالف فيها ضد المغرب مع الجزائر وإيران.
الدكتور أحمد الدافري
الخيانة العظمى.
خيانة شركة ميرسك العظمى لدولة قطر.
الانتقام القطري ضد ميرسك لابد أن يمر عبر الجزائر وإيران.
لماذا تدفع قطر وإيران أتباعهما لعرقلة سير الموانئ المغربية وخلق أزمة فيها عن طريق الإشاعات وباللعب على العواطف الهشة والذهنيات الضعيفة؟
الجزء 4
يوم 6 يناير 2024 أطلق ميناء طنجة المتوسط خدمة JED-MED SHUTTLE الأسبوعية، للشحن البحري، التي تديرها شركة ميرسك الدنماركية، وهي خدمة توفر رابطًا منتظمًا بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، انطلاقا من ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية في اتجاه ميناء طنجة المتوسط، ذهابا وإيابا.
هذا الخبر صدر في الموقع الرسمي لميناء طنجة المتوسط يوم 9 يناير 2024.
يالله.
ما هذه الخيانة التي اقترفتها شركة ميرسك الدنماركية في حق قطر؟!.
إنه خبر لا يمكن أن يلمس هوله وخطورته سوى قطر.
هذا الخبر يعني بالنسبة إلى قطر، أن المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية وشركة ميرسك تحالفت فيما بينها ضد المصالح الاقتصادية لقطر، والخائن الأكبر هنا بالنسبة إلى قطر هو شركة ميرسك؟
لماذا؟
لقد خانت شركة ميرسك قطر خيانة عظمى، لأنه يوم 27 يوليوز 2023 أطلقت قطر من ميناء حمد بالدوحة بتعاون مع شركة ميرسك الخط البحري المسمى ME6 (الشرق الأوسط 6 ) الذي ينطلق من ميناء حمد نحو ميناء طنجة المتوسط، مرورا بموانئ في السعودية، والإمارات وسلطنة عمان ومصر.
فكيف تدخل شركة ميرسك في صفقة أخرى مع ميناء جدة السعودي المتنافس مع ميناء حمد في قطر، وتقدم خدمات بين ميناء جدة في السعودية وميناء طنجة المتوسط؟
بل إن شركة ميرسك لم تقف عند هذه الخيانة بالنسبة إلى قطر، وها هي تعلن يوم 21 غشت 2024 الماضي عن تدشين أكبر منطقة لوجستية متكاملة في الشرق الأوسط، وذلك برعاية الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة ومستشار خادم الحرمين، وبحضور الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وبحضور وزير النقل والخدمات اللوجستية، صالح الجاسر، ورئيس الهيئة العامة للموانئ، عمر حريري.
في جريدة الشرق الأوسط نجد خبرا في اليوم ذاته، أي 21 غشت 2024، عن هذا الافتتاح، بعنوان :
«ميرسك» تدشن أكبر استثمار لوجيستي عالمي لها في ميناء جدة
تمتد على مساحة 225 ألف متر مربع بقيمة استثمارية تبلغ 350 مليون دولار.
يا الله.إن قطر تتعرض للخيانة من شركة ميرسك الدنماركية.
خيانة اقتصادية عظمى تضر بمصالح قطر.
لماذا خانت شركة ميرسك قطر اقتصاديا؟
لقد خانتها لأن قطر كانت تنظر إلى شركة ميرسك الدنماركية على أساس أنها مجرد عميلة تتعامل معها من خلال تعاملاتها التجارية مع شركة كيوتيرمينالز QTerminals القطرية المسؤولة عن إدارة وتشغيل ميناء حمد في قطر.
شركة ميرسك من المفروض بالنسبة إلى قطر، أن تؤدي الضرائب لميناء حمد، وأن تقوم سفنها بنقل البضائع والسلع التي يتم شحنها من ميناء حمد بقطر نحو الموانئ الأخرى الموجودة في الخط البحري المسمى خط الشرق الأوسط 6، الذي يربط ميناء حمد بموانئ بميناء طنجة المتوسط في المغرب، وهي معاملات تجارية بحرية ينبغي أن تخدم مصلحة قطر بالدرجة الأولى.
ثم إن موانئ قطر جزء لا يتجزأ من تحقيق التنمية الاقتصادية وأهداف النمو المستدام الشاملة المبينة في رؤية قطر الوطنية 2030، وشركة ميرسك شريك لقطر لتحقيق هذه الرؤية.
فكيف تخون شركة ميرسك قطر باستثمارات كبيرة من أجل تطوير مجمع الخدمات اللوجستية المتكامل في ميناء جدة الذي تقول عنه المملكة العربية السعودية إنه يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030، وأنه سيساهم في تحول المملكة إلى مركز لوجستي عالمي رائد واقتصاد أكثر تنوعًا؟
قبل أيام قليلة، وقبل أن ترتفع حدة المنشورات الصادرة عن جماعات إسلامية تابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي ترعاه دولة قطر أو ذات الارتباطات بإيران، منددة بميناء طنجة المتوسط وميناء الدار البيضاء، بدعوى أن سفن شركة ميرسك للملاحة البحرية المستثمرة في الميناءين المغربيين تنقل أسلحة إبادة، كانت شركة Maersk ميرسك الدنماركية هذه قد أعلنت في موقعها يوم 7 أبريل الجاري عن خبر توقيع شراكة بين مجموعة OCP وميرسك للابتكار المستدام في سلسلة التوريد.
هذا الحدث بالنسبة إلى قطر، يعني أن شركة ميرسك الدنماركية تفوز بصفقات من المملكة المغربية مقابل خيانتها الاقتصادية لها، بل إن الشركة الدنماركية هذه قد أصبحت تضايق، وتنازع قطر في استثماراتها، وآخر ما قامت به أنها لم تكتف بنقل استثماراتها من ميناء الجزيرة الخضراء الأوروبي إلى ميناء طنجة المتوسط المغربي.
بل إنها أصبحت ذراعا تجاريا قويا يخدم المصالح الاقتصادية للمملكة المغربية في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي عبر ميناءي طنجة والدار البيضاء، وهما الميناءان غير المعنيين بالقانون الأوروبي الجديد الذي بدأ العمل به في هذه السنة، والذي أصبح بمقتضاه مفروضا على كل سفن الشركات التجارية العالمية أداء ضرائب باهظة تصل إلى 100% لفائدة الموانئ الأوروبية مقابل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، مما جعل شركات نقل عالمية تقوم بنقل محطاتها من ميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا إلى ميناء طنجة المتوسط، منها شركة ميرسك الدنماركية وشركة CMA CGM الفرنسية، لأن المغرب غير معني بتطبيق الضريبة الأوروبية في موانئه.
ثم ما معنى أنه مباشرة بعد أن قامت شركة كيوتيرمنالز القطرية بشراء 90% من شركة Kramer الألمانية في ميناء روتردام يوم 15 غشت 2023 لتشغيل محطات رسو السفن ونقل السلع وتخزينها، حتى قامت شركة ميرسك الدنماركية بتوسيع استثماراتها في ميناء روتردام الهولندي نفسه، وهو أكبر ميناء في هولندا، وأنشأت محطة جديدة تخضع لمعايير البيئة المطلوبة، ووقعت اتفاقية مع المملكة العربية السعودية.
أليس باستثماراتها هذه تضيق الخناق على شركة كيوترمنالز في ميناء روتردام؟
في بداية أكتوبر الماضي قام رئيس جمهورية إيران مسعود بيزيشكيان بزيارة إلى قطر.
وفي يوم 03 أكتوبر 2024 صدر مقال باللغة الإنجليزية في جريدة THE PININSULA القطرية الإلكترونية عنوانه :
Qatar and Iran enhance cooperation in several fields
أي :”قطر وإيران تعززان التعاون في عدة مجالات”.
المقال تضمن خبر توقيع دولة قطر وجمهورية إيران على إعلان مشترك وثلاثة برامج تنفيذية ومذكرة تفاهم وبروتوكول من أجل تعزيز التعاون في عدد من المجالات.
مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها تتعلق بالتنمية والتطوير واسع النطاق في ميناء داير التجاري في محافظة بوشهر الجنوبية في إيران.
وقد ركزت مذكرة التفاهم تلك على مشاركة المستثمرين القطريين في توسعة الميناء، لتحسين الاتصال بين قطر وشبكات النقل الإيرانية، ولتعزيز التعاون في التجارة والنقل والعبور.
وتم الاتفاق على الشروع في إنجاز الدراسات التقنية ودراسات الجدوى لتسهيل تطوير الميناء استكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية.
وحسب الجريدة، يُنظر إلى تطوير ميناء داير الإيراني على أنه مهم استراتيجيًا لإيران لربط قطر بطرق النقل الخاصة، وذلك في إطار سياستها التجارية الخارجية الأوسع.
وميناء داير يعتبر بوابة رئيسية للتجارة بين البلدين.
يوم 9 أبريل الجاري زار وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي.
خلال تلك الزيارة، التقى وزير الخارجية عراقجي بعدد من كبار المسؤولين الجزائريين، بمن فيهم الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف.
بالتأكيد أن الزيارة كان الهدف منها الاتفاق على استراتيجية لضرب مصالح المملكة المغربية، وإلا لا يمكن بالنسبة إلى الجزائر أي معنى لهذه الزيارة، التي شملت المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها خلالها، التعاون الاقتصادي والتجاري.
قناة الجزيرة القطرية احتفت بزيارة وزير الخارجية الإيراني للجزائر، وأعلنت عن الزيارة بحروف عريضة.
(انظر الصورة).
عجيب.
يوم 7 أبريل الجاري توقع شركة ميرسك الدنماركية اتفاقية مع المكتب الشريف للفوسفاط بالمغرب.
في اليوم الموالي، يطير وزير الخارجية الإيراني إلى الجزائر لمناقشة قضايا ثنائية.
يوم 8 أبريل يقوم وزير النقل الجزائري بزيارة قطر، وبزيارة ميناء حمد في الدوحة.
(انظر الصورة ).
والعجيب في الأمر أكثر، أنه يوم واحد بعد زيارة وزير خارجية إيران للجزائر، أي يوم 10 أبربل 2025 الجاري، قامت وكالة الأنباء القطرية بإجراء حوار مع وزير النقل الجزائري السعيد سعيود، تناقلته وسائل الإعلام الجزائرية والقطرية، منها جريدة الراية القطرية التي عنونت الخبر ب :
“دراسة خط بحري يربط الجزائر بالدوحة”.
ونجد في المقال :
“أشاد وزير النقل الجزائري بالتجربة القطرية الرائدة في مجال النقل والمواصلات، مؤكدًا أن دولة قطر قطعت أشواطًا كبيرة في تطوير هذا القطاع الحيوي بمُختلف أنواعه، وأنَّ ما تحقق على أرض الواقع من بنية تحتية متطورة وشبكات مواصلات حديثة يعكس رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تحقيق نتائج إيجابية على الصعيدين الوطني والدولي.
وأوضح سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» في ختام زيارته لقطر، أنَّ اتفاقية خدمات النقل الجوي التي وقعها البلدان، تأتي في إطار تعزيز أواصر العلاقات الثنائية الأخوية، مبينًا أنَّ تجربة قطر الثرية في قطاع المواصلات تجعل منها نموذجًا يُحتذى به، وأنَّ الجزائر تطمح إلى الاستفادة من هذه الخبرة في إطار شراكة حقيقية تقوم على مبدأ «رابح – رابح»، بما يخدم مصلحة البلدين ويدعم مسار التنمية المُستدامة.
وأكد أنَّ دولة قطر، أصبحت شريكًا مُهمًا واستراتيجيًا بالنسبة للجزائر، وهو ما تجسد من خلال حجم الاستثمارات القطرية في البلاد، التي شملت قطاعات متنوعة، مثل الاتصالات، الحديد والصلب، والزراعة، مضيفًا أن هذا التعاون يشهد اليوم مرحلة جديدة من التوسع ليشمل قطاع النقل، وخاصة في مجالي تطوير الموانئ والنقل البحري، لاسيما نقل البضائع”.
وأضاف المقال بأنه في السياق ذاته، كشف وزير النقل الجزائري، عن مشروع استراتيجي تتم دراسته حاليًا، يتمثل في فتح خط بحري يربط الجزائر بالدوحة، مرورًا بعدة موانئ عربية، تشمل تونس، وليبيا، ومصر، والسعودية، وسلطنة عمان مستقبلًا، مُبرزًا أن هذا المشروع يحظى بدعم مباشر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لما له من أهمية في تعزيز التبادل التجاري واللوجستي بين ضفتي البحر المتوسط والخليج العربي.
نعم.
أن الجزائر وقطر، برعاية من إيران، اتفقتا على فتح خط بحري بين الدوحة والجزائر، لمنافسة الخط البحري بين جدة وطنجة الذي فتحته المملكة العربية السعودية مع شركة ميرسك.
قطر من خلال قناة الجزيرة وأذرعها الإعلامية، بما فيها الأذرع التي تشتغل لفائدتها في المغرب، لا تتوقف عن الكذب، وعن محاربة المغرب وشركة ميرسك، وتكثف الهجوم ضد المغرب والتحريض ضده، من خلال مقالات تنشرها في صفحاتها، منها مقال نشرته يومه الأحد 20 أبريل تحت عنوان:
“رغم الرفض الشعبي. بيانات ملاحية تكشف رسو سفينة متجهة لإسرائيل بميناء الدار البيضاء”.
(انظر صورة للمقال)
وهذا المقال هو امتداد لمقالات تنشرها الجزيرة القطرية منذ أن دخلت في حرب ضد شركة ميرسك، منها مقال تضليلي صادر يوم 18 من الشهر الماضي مارس 2025 تحت عنوان :
“تصويت على منع شحن الأسلحة ل… إ S رائيل بجدول اجتماع ميرسك”.
إنها حرب قذرة تخوضها قطر ضد المغرب، وقودها أشخاص مغاربة مجرورون لضرب المصالح الاقتصادية لبلدهم، ولا مشكل لقطر في هذه الحرب الاقتصادية أن تتحالف فيها ضد المغرب مع الجزائر وإيران.